اسلوب النفي الضمني :
اهلا وسهلا بكم متابعي موقع الاستاذ احمد مهدي شلال في قسم التعليم الالكتروني منصة نيوتن منصة الطالب الالكترونية شبكة نيوتن التعليمية
تكلمنا فيما سبق عن النفي الظاهر او الصريح وهو الذي يكون بأستخدام ادوات ظاهرة وصريحه لنفي الكلام وقد استعرضنا ادوات النفي سابقا ؛ وتارة يكون النفي متضمنا في معنى الكلام ولايستخدم المتكلم ادوات لنفي الفكرة وانكارها وهو اسلوب يفهم من سياق الكلام وهذا مايسمى (بالنفي الضمني ) ويكون باستخدام اساليب اخرى للتعبير عن نفي الفكرة وانكارها ويعتمد على ذوق السامع ونباهته في فهم المقصود ومن الاساليب التي تستخدم للنفي الضمني سنستعرض اسلوبين منها بحسب ماورد في المنهج وهما :
اولا: الاستفهام المتضمن معنى النفي:
هو أسلوب يستخدمه المتكلم لنفي فكرة واضحه ومعروفة اجابتها لدى السامع والمتكلم فلاينتظر المتكلم الفهم والاجابة على السؤال من السامع وانما لنفي الفكرة باستخدام اسلوب الاستفهام وقد سبق الكلام عنه في الاستفهام المجازي .
كقوله تعالى : ((وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ))
والمعنى : من الواضح والمعلوم لدى كل شخص بأن من يغفر الذنوب هو الله فالجواب معلوم عند المستفهم من غير ان ينتظر اجابة للسؤال فالمقصود هو نفي فكرة وجود من يغفر الذنوب الا الله
فخرج الاستفهام لغرض النفي وليس لغرض السؤال.
الشاهد: نفي وجود من يغفر الذنوب غير الله بأستخدام اسلوب الاستفهام بالاداة(من) وجاءت بمعنى (لا) والمقصود لايغفر الذنوب الا الله.
ومن : الواو: استئنافية ؛ من: اسم استفام مبني في محل رفع مبتدأ جاء لغرض النفي بمعنى (لا).
يغفر: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة والفاعل ضمير مستتر تقديره (هو)
الذنوب: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحه.
الا : اداة استثناء
الله: لفظ الجلالة بدل من الفاعل المستتر(هو) مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
قال تعالى: (( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون إنما يتذكر أولوا الالباب))
الشاهد: استخدم اسلوب الاستفهام للنفي لان السامع والمتكلم يعلمان بأن الذين يعلمون والذين لايعلمون لايستوون فالمتكلم يعلم بالجواب مسبقا فهو نفي بمعنى (لا).
قُلْ: فعل أمر مبني على السكون وفاعله مستتر تقديره (أنت)
هَلْ : حرف استفهام لامحل له من الاعراب لغرض النفي بمعنى (لا).
يَسْتَوِي : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة للثقل
الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل
يَعْلَمُونَ : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون (والواو) ضمير في محل رفع فاعل والجملة الفعلية صلة الموصول لامحل لها من الاعراب
وَالَّذِينَ : الواو: حرف عطف ؛ الذين : معطوف
لا : نافية غير عاملة
يَعْلَمُونَ : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون (والواو ) ضمير مبني في محل رفع فاعل.
قال تعالى :
((هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الإحسان)) .
الشاهد: مجيء هل الاستفهامية لغرض النفي بمعنى (ما جزاء الاحسان)
هل: حرف استفهام لامحل له من الاعراب جاءت لغرض النفي بمعنى (ما).
جزاء: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة وهو مضاف
الاحسان: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة
الا : اداة استثناء وحصر ملغاة
الاحسان: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
ملاحظة :
اذا ورد في سياق الاستفهام اداة استثناء ( الا؛ غير ؛ سوى) فيكون استفهام مجازي والمراد منه نفي ضمني كما اوردناه في الامثلة السابقة وكذلك اذا تم المعنى باستبدال اسم الاستفهام باداة نفي.
قال الشاعر:
وكيف أخاف الفقر والله ضامن
لرزقي وهل في البخل لي بعد ذا عذر
الشاهد: جاء اسم الاستفهام( كيف) والمراد منه النفي الضمني بمعنى (لا) لغرض بلاغي والمعنى ( لا أخاف الفقر) وكذلك قوله ( وهل في البخل لي بعد ذا عذر) خرجت لغرض النفي الضمني بمعنى (ليس في البخل لي عذر) .
وكيف: الواو حالية
كيف: اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب حال وهنا جاءت بمعنى (لا) للنفي الضمني .
أخاف: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة والفاعل ضمير مستتر تقديره(أنا).
الفقر: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة
هل : حرف استفهام لامحل له من الاعراب جاء للنفي الضمني بمعنى(ليس)
في البخل : جار ومجرور
قال الشاعر:
أنى يخيب الذي يدعوك محتسبا
وكيف يمسي الذي يرجوك حيرانا
الشاهد: ورد استفهام والغرض منه النفي الضمني في قوله (أنى يخيب ) بمعنى (لايخيب ) وقوله (كيف يمسي ) بمعنى (لايمسي)
أنى : اسم استفهام مبني في محل نصب حال بمعنى كيف والمراد بها هنا النفي الضمني بمعنى (لايخيب).
يخيب: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة
الذي : اسم موصول مبني في محل رفع فاعل
ثانيا:أسلوب الشرط المتضمن معنى
النفي:
یتضمن الشرط غیر الجازم معنى النفي بأستخدام بعض ادوات الشرط مثل (لو، لولا، لوما)
١- (لـو ):
أداة شرط غیر جازمة حرف امتناع لامتناع (امتناع الجواب لامتناع الشرط).
تدخل على الأفعال الماضیة وقد یقترن جوابها باللام إذا كـان مثبتـاً وتسـمى الـلام الواقعـة فـي جـواب الشرط.
قال تعالى: (( ولَو شاء اللّه لَجمعهم على الهدى))
الشاهد: وردت اداة شرط غير جازمه (لو) لغرض النفي الضمني بمعنى (لم ) والمعنى (لم يشئ الله جمعهم)
ولو : لو: حرف امتناع لامتناع اداة شرط غير جازمة وردت لغرض النفي الضمني بمعنى(لم).
شاء: فعل ماض مبني على الفتح
الله : لفظ الجلالة فاعل
لجمعهم: اللام : واقعة في جواب الشرط ؛ (جمع) فعل ماض مبني على الفتح ؛ و(الهاء) ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به والفاعل ضمير مستتر تقديره (هو).
قال تعالى : ((لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا)).
الشاهد: وردت (لو) لغرض النفي الضمني بمعنى (لم) والمعنى (لم تولي منهم لانك لم تطلع عليهم)
لو: حرف امتناع لامتناع شرط غير جازم ورد لغرض النفي الضمني بمعنى (لم).
اطلعت: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله (بتاء الفاعل) و(تاء الفاعل) ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل.
َّعليهم : جار ومجرور
لوليت: اللام واقعة في جواب الشرط
وليت: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل
٢- (لولا ، لوما )
أداتا شرط غیر جازمتين حرفا امتناع لوجود.
یعرب الاسم الواقع بعد (لولا، لوما) مبتدأ خبره محذوف وجوبا تقدیره (موجود).
أما جواب الشرط فیكون فعلا.
ُ
ُ
قال تعالى: ((ولَولَا نعمة ربي لكنت من المحضرين))
المعنى : لم أكن من المحضرین لوجود نعمة الله .
الشاهد: وردت (لولا) وهي اداة شرط غير جازمة حرف امتناع لوجود لغرض النفي الضمني .
لولا: أداة شرط غیر جازمة المراد منها النفي الضمني.
نعمة: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة وهو مضاف ؛ ربي : مضاف اليه مجرور وخبر المبتدأ محذوف تقدیره (موجود).
لكنت: اللام: واقعة في جواب الشرط؛ كنت: فعل ماضي ناقص ، والتاء اسمها مبني على الضم في محل رفع
من المحضرين : جار ومجرور وشبه الجملة في محل نصب خبر (كان).
قال الشاعر :
لوما التحبب في النفوس لضيعت
من كل أفنان الحياة حقوق
الشاهد: وردت (لوما) اداة شرط غير جازمة حرف امتناع لوجود متضمنة معنى النفي والمعنى (لم تضيع الحقوق من الحياة لوجود التحبب في النفوس).
لوما: اداة شرط غير جازمة وردت لغرض النفي الضمني
التحبب: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة وخبره محذوف تقديره موجود
في النفوس: جار ومجرور
لضيعت : اللام : وقعة في جواب الشرط
ضيعت : فعل ماض مبني للمجهول والتاء للتأنيث
من كل: جار ومجرور و(كل) مضاف
أفنان: مضاف اليه مجرور وهو مضاف
الحياة : مضاف اليه مجرور
حقوق: نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
س /وزري/ قال أحدهم (أفسمعتني أقول إلا خیرا قال كذلك قال: إياهم فارحم فقد أقول كل شيء الا الشتم).
١- یتراءى لك نفي في النص، فما نوعه؟ وما أسلوبه؟
ج/قوله ( أفسمعتني) أستفهام ب( الهمزة) لغرض النفي الضمني (أسلوب الاستفهام المتضمن معنى النفي).
س /وزاري :قال تعالى : ((قَالُوا أَنُؤمن لك واتبعك الارذلون قال وماعلمي بماكانوا يعلمون إن حسابهم الا على ربي لو تشعرون وماأنا بطارد المؤمنين))
ّ١- ثمة مواضع للنفي حدد اثنين منها مختلفين وبين نوعيهما
الجواب / قوله تعالى : ( أنؤمن) نفي ضمني بإسلوب الاستفهام بلستخدام ( همزة الاستفهام) بمعنى ( لانؤمن)
ّ
وقوله تعالى: ( ما أنا) نفي ظاهر باستخدات اداة النفي (ما ) الحجازية العاملة عمل (ليس).
س / وزاري : قال الشاعر:
وكیف تنام العین ملء جفنها
على هبوات أیقظت ّ كل نائم
ّ إلى أي غرض خرج الاستفهام؟
ج/ قول الشاعر : ( وكيف تنام العين ) خرج إلى معنى النفي الضمني بمعنى ( لاتنام العين ) .
س / وزاري : قال الشاعر:
لو سطا بي الموت كما فعل
القرصان في حین غفلة لم یبعني
وضح دلالة (لو) الأسلوبیة ود ّل على
جوابها؟
ج/ لو: حرف امتناع لامتناع أسلوب شرط متضمن معنى النفي الضمني والمعنى ( لم يبعني لانه لم يسطوا الموت بي كما فعل القرصان في حين غفله).
ْ
س / وزاري: قال الشاعر:
فقالت أقم لا تعدم الخیر عندنا
فقلت وهل تغني السواقي عن البحر
لأي معنى خرج الاستفهام؟
ّ
ج/ استفهام مجازي أفاد معنى النفي الضمني بقوله ( وهل تغني ....) بمعنى ( لاتغني السواقي)
س / وزاري : قال تعالى: (( وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله))
َ
ورد نفي ضمني في الآية الكريمه استخرجه وبينه
جواب / قوله تعالى : ( لولا أن هدانا الله ) لولا : حرف شرط غير جازم حرف امتناع لوجود وردت لغرض النفي الضمني والمعنى ( لم نهتدي لولا وجود هداية الله ).
س / وزاري : (هل أنا الا يد أدماها سوارها وجبین عضه إكلیله)
ٌ
في النص ورد نفي ضمني بينه واجعله نفي ظاهر بأداة عاملة.
الجواب / قوله : ( هل أنا ) استفهام مجازي خرج لغرض النفي الضمني ومعناه (ما أنا )
النفي الظاهر يكون ( ما أنا بيد أدماها سوارها ) وكذلك يصح النفي ب(ليس) فنقول : ( لست بيد أدماها سوارها )
إلى هنا وصلنا الى نهاية اسلوب النفي على وسنشرع في تدريس اسلوب الاستثناء ان شاءالله
على أمل اللقاء في مواضيع قادمة ان شاءالله.
مدرس المادة
أكرم الحسن
٢٠٢٠/٤/٦