تعد دراسة المناخ والنبات الطبيعي من الموضوعات التي يجب أن تولى أهمية كبيرة عند دراسة جغرافية وطننا العراق لما لها من تأثير مهم على جميع مظاهر الحياة، وسوف نقوم بدراسة لأهم العوامل المؤثرة في مناخ العراق، واهم عناصره والأقاليم المناخية السائدة فيه فضلا عن النبات الطبيعي ونطاقات توزيعه، وقبل الخوض في تفاصيل المناخ يجب علينا اولا أن نوضح مفهومي كل من الطقس والمناخ. فالطقس: هو حالة الجو من حيث (درجات الحرارة والضغط الجوي والرياح والأمطار) المكان محدد و لمدة قصيرة (ساعة، يوم ، أسبوع ) على سبيل المثال سيكون طقس مدينة بغداد لهذا اليوم ممطر. أما المناخ: فهو وصف حالة الجو من حيث عناصره (درجة الحرارة والضغط الجوي والرياح والأمطار لمكان محدد ولكن لمدة زمنية طويلة قد تكون شهر، او سنة او عدة سنوات. فمثلا يتميز مناخ العراق بكونه حار جاف صيفا معتدل ممطر شتاء
المناخ والنبات الطبيعي
 |
| المناخ والنبات الطبيعي في العراق |
العوامل المؤثرة في مناخ العراق
يقصد بها العوامل التي تؤثر على عناصر المناخ الحرارة، الضغط الجوي، الرياح، الأمطار أو في واحدة منها، و غالبا ما تحدد هذه العوامل صفة المناخ السائد في أي منطقة نظرا التأثيرها المباشر او تأثيرها على بقية العوامل الأخرى، وسوف نتطرق بشكل مختصر إلى أبرز تلك العوامل
1- الموقع الفلكي بالنسبة لدوائر العرض
يعد الموقع الفلكي العامل الأكثر تأثيرا على المناخ، لأنه المسؤول عن تحديد زاوية سقوط أشعة الشمس وطول النهار، أي المدة التي تشرق عليها الشمس، وبما أن الموقع الفلكي للعراق يتحدد بين دائرتي عرض (۲۹- ۳۷ شمال خط الاستواء) وهي المنطقة التي تكون فيها زاوية سقوط أشعة الشمس بصورة عمودية لاسيما خلال فصل الصيف، لذا اكتسب من هذا الموقع صفات المنطقة المدارية فأصبح نهار الصيفطويلا (14 ساعة) بينما كان النهار قصيرة خلال الشتاء (10 ساعات).
2- المسطحات المائية
على الرغم من وجود العديد من المسطحات المائية التي تحيط بوطننا العراق وهي الخليج العربي والبحر المتوسط والبحر الأحمر وبحر قزوين والبحر الأسود لاحظ الخريطة (5) ألا أن تأثيرها يكاد يكون محدودا بسبب بعدها، ووجود السلاسل الجبلية التي تعترض طريقها ، لاسيما في شمال العراق والتي تحد من وصول المنخفضات الجوية باستثناء منخفضات البحر المتوسط والبحر الأحمر والخليج العربي اللذان يكون تاثيرها محدودا نوعا ما وغالبا ما يقتصر على فصل الشتاء
3- التضاريس
يتمثل دور التضاريس الأرضية بتأثيرها المباشر على بعض عناصر المناخ لاسيما درجة الحرارة والأمطار، وبما أن وطننا يتباين في تضاريس سطحه بين المنطقة الشمالية والجنوبية فقد كان لأرتفاع الجبال وشكل امتدادها دورا واضحا في زيادة كمية الأمطار وانخفاض درجات الحرارة فيها على العكس من المناطق الجنوبية إلى تميزت بقلة أمطارها وارتفاع درجات الحرارة.
النبات الطبيعي
يعرف النبات الطبيعي بأنه النبات الذي ينمو دون تدخل الأنسان في أنباته، وتتباين مناطق توزيع النبات الطبيعي في مختلف أنحاء وطننا إذ عادة ما يتفق توزيع النبات الطبيعي مع الأقاليم المناخية والتضاريسية فتزداد كثافته عادة في المناطق الشمالية نظرا لزيادة كمية الأمطار وتقل كلما اتجهنا جنوبا نظرا لقلتها وللنبات الطبيعي فوائد عديدة إذ يساهم في تلطيف الجو ويمنع انجراف التربة فضلا عن أهميته في رعي الحيوانات، ويمكن أن نقسم مناطق توزيع النبات الطبيعي في العراق إلى خمسة نطاقات نباتية
أ - نطاق الغابات والأعشاب الجبلية
يقع هذا النطاق في الأقسام الشمالية الشرقية ضمن منطقة الجبال العالية وتتميز نباتاته بكونها دائمة الخضرة ويتمثل النبات الطبيعي فيه بسيادة الأشجار والغابات لاسيما غابات البلوط التي تشكل القسم الأكبر .
ب- نطاق السهوب (الاستبس)
يحتل نطاق السهوب نحو 15% من مساحة العراق ويقع هذا النطاق في المنطقة شبه الجبلية (المتموجة) ضمن مناخ السهوب، ويتمثل النبات الطبيعي بكونه من الحشائش والأعشاب وبعض النباتات البصلية والشوكية، وتقسم نباتات هذا النطاق إلى قسمين :
أ- نباتات السهوب الجافة كالعاقول.
ب- نباتات السهوب الرطبة كالكعوب.
ت- نطاق ضفاف الأنهار
يتوزع هذا النطاق على ضفاف مجرى نهري دجلة وروافده والفرات وفروعهما ويتكون النبات الطبيعي من أشجار وشجيرات وحشائش تنمو على ضفاف الأنهار، والجزر النهرية تتميز بكونها كثيفة ودائمة الخضرة ومن نباتاته الصفصاف والحلفا و عرق السوس.
ث- نطاق نباتات الأهوار والمستنقعات
يقع هذا النطاق في القسم الجنوبي من منطقة السهل الرسوبي ويتميز النبات الطبيعي فيها بكونه كثيف ومتعدد الأنواع ومن أهمها القصب والبردي، إذ يوجد على شكل غابات صغيرة تؤلف جزرا في وسط الأهوار ولنباتات الأهوار فوائد عديدة إذا يستخدم كوقود ولصناعة الحصران وصناعة الورق فضلا عن استعماله علفا للحيوانات .
ج- نطاق النباتات الصحراوية
ويعد من أوسع النطاقات من حيث المساحة إذ يغطي حوالي 70٪ من مساحة العراق وتوجد نباتاته ضمن حدود منطقة السهل الرسوبي والهضبة الصحراوية الغربية وقد كیفت نباتات ذلك النطاق نفسها لتقاوم الجفاف الذي يدوم حوالي ثمانية أشهر، ويمكن تقسيم النباتات الصحراوية إلى قسمين رئيسين:
أ. النباتات الحولية : وهي نباتات فصلية تنمو خلال الموسم الملائم لنموها مثل الخباز والحلبة والبابونك.
ب. النباتات المعمرة : وهي نباتات دائمية وقد كیفت نفسها المقاومة الجفاف والحرارة العالية ومنها الأثل والسدر والشوك
ملاحظة مهمة جدا : يمكن تحميل كتاب الاجتماعيات للصف الثالث المتوسط المنهج الجديد اضغط هنا
عزيزي المشاهد لا تترك الموضوع بدون تعليق وتذكر ان تعليقك يدل عليك فلا تقل الا خيرا :: كلمات قليلة تساعدنا على الاستمرار في خدمتكم ادارة الموقع ... ( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )