المجمع الفقهي فتوى صلاة الجمعة اذا اجتمعت مع صلاة العيد

حكم صلاة الجمعة إذا اجتمعت في يوم واحد مع صلاة العيد

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فإنه عند اجتماع صلاتي العيد والجمعة فتقام الصلاتان من قبل إمام المسجد؛ فقد ذهب جمهور الفقهاء إلى أنه إذا وافق العيد يوم الجمعة فلا يباح لمن شهد العيد التخلف عن الجمعة؛ لأنه لا تجزىء واحدة منهما عن الأخرى، فيجب على المسلم الذي صلى العيد أن يصلي الجمعة؛ لعموم الأدلة التي أوجبت الجمعة ولما ثبت عن ا بشير رضي الله عنهما أنه قال: (كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَقْرَأُ فِي الْعِيدَيْنِ وَفِي الْجُمُعَةِ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ قَالَ وَإِذَا اجْتَمَعَ الْعِيدُ والجُمُعَهُ في يَوْمٍ وَاحِدٍ يَقْرَأُ بِهِمَا أَيْضًا فِي الصَّلاتَيْنِ) (أخرجه مسلم)، فدلالته النعمان : بن واضحة على أنه كان يصلي العيد والجمعة ويصلي معه الصحابة الكرام ممن شهدوا معه العيد، قال الإمام بدر الدين العيني الحنفي رحمه الله (في البناية شرح الهداية، ۹۷/۳) : ولا يترك بواحد منهما أي من العيد والجمعة، أما الجمعة فلأنها فريضة، وأما العيد فلأن تركها بدعة وضلال)، وللخروج من الخلاف. ويرخص فيها لأهل القرى التي ليس فيها مسجد، ولأهل البوادي البعيدين عن الاستيطان الذين يشق عليهم الرجوع إلى البلد أو المسجد لصلاة الجمعة، كما ذهب الى ذلك بعض الفقهاء، قال الإمام النووي رحمه الله (في المجموع شرح المهذب، ٤٩٢/٤): "مذهبنا وجوب الجمعة على أهل البلد وسقوطها عن أهل القرى، لما ثبت عن عُثْمَانَ بْن عَفَّانَ الله عنه، أنَّه قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ هَذَا يَوْمٌ قَدِ اجْتَمَعَ لَكُمْ فِيهِ عِيدَانِ، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنتَظِرَ الجُمُعَةَ مِنْ أَهْلِ العوالي فَلْيَنتَظِرْ ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَرْجِعَ فَقَدْ أَذِنْتُ لَهُ) (أخرجه البخاري). وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين