قصة الشيخ الكبير : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية
قصة الشيخ الكبير : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية
كان دائما التواجد في الجامع ليلا ونهارا لا يفارقه ابداً فلقد اخذ هذه الخصلة من ابيه فقد كان محباُ للدين كثيراً ومهووس في تنظيف حمامات الجامع لاعتقاده بأن من يقوم بهذا العمل يقربه من الله ٠ انا عصام ابن الشيخ الكبير وحفيد الرجل الذي زرع فينا اليقين بالله وان الشدة تأتي بعدها فرج الله وان الحياة عبارة عن امتحان كبير اما ان تفوز او تخسر ٠ لهذا كنت اشاهدهما الاثنين معا وجدي يتكأ على يد ابي للسير نحو الجامع وكانت ابرز صفاتهما الصمت اما انا فقد كنت عكسهما تماما اتحدث كثيراً واتعصب اكثر من اللازم٠ومرة كنت أسير في طريقي اذ ظهر لي صبي يحمل سلاحا وقال لي: اخرج مافي جيبك والا خرزت هذه السكين في بطنك وبكلا الحالتين احصل على ما اريد ٠فجاريته الى ان تمكنت من القبض عليه وتسليمه للشرطة ٠ وعند عودتي للبيت تحدثت بما حصل لي فقال لي جدي: لأنك غير ملتزم بصلاتك لهذا تتعرض الى مشاكل كثيرة في حياتك
سكت ولم اجبه لاني كنت اعلم إن الذي يذكره جدي هو الصح فعلا ٠ لهذا بدأت ابحث في مكاتب معروفة عن الله تعالى وكيف خلق الله الكون وكان هناك سؤالاً دائما ما يأتي في بالي الا وهو من هو الله لكني كنت استغفره لأني سالت جدي عن هذا السؤال فقال لي ان الله هو نور والدليل الآية التالية من سورة النور( الله نور السموات والأرض ٠٠٠٠٠الخ) ولكني كنت اقول جدي معلوماته فقيرة عليه ان اتأكد بنفسي فتوجهت الى اضخم المكتبات في المتنبي وفعلا وجدت الكتب التي تفيدني فوجدت في كتاب يذكر ان اثبات الله بأنه سبحانه وتعالى هو الأول والدليل قوله تعالى في سورة الحديد الآية ٣ / ((هو الاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم)) ووجدت حديث ( اللهم انت الاول فليس قبلك شيء وانت الاخر فليس بعدك شيء) وعند اخبار ابي غضب غضبا شديداً لانه قد نبهني بأن الشيطان اعوذ بالله يدخل الى الانس من خلال هذه الاسئلة حتى يشككهم بقدرة الله عز وجل وقال لي: ان لم تتراجع عن افكارك فأني سوف ابعدك عن هذا البيت الطاهر حتى لاتؤثر على اخواتك واخوتك الصغار
شعرت بان كلامه سيف على رقبتي ولم افكر بعواقب الامور فقررت الرحيل من البيت الى ان يتم اطفاء الفضول الذي يمتلكني ٠ وفعلا بعد ان اعددت حقيبتي ودعت امي واخواتي بعد ان استغليت فرصة خروج ابي من المنزل خلال صلاة العصر ٠ امي لكن ! ارجوك يا ابني لاتجعل الشيطان يقودك الى عصيان والديك لن استطيع العيش بدونك ٠ هذا ماقالته امي لي ٠ لكني كنت اسير كأن شخصا ما هو الذي يسحبني الى المجهول ولست انا ٠ خرجت من البيت فعلا ونظرات امي تصاحبني مع دموعها ٠ وسرت بطريق معاكس لطريق ابي حتى لا يراني ويأنبني على فعلتي وفجأة ! شاهدت ثلاث شباب ٠ الاول كان متوسط الطول والثاني طويل والثالث قصير وكل واحد منهم يحمل كتاباً يبدو كأنه القران الكريم وما ان وصلت قريبا منهم حتى تأكدت بانه القران الكريم فعلا
تقدمت نحوهم وانا اصغي لكلامهم علي اجد جواباً لسؤالي رغم بحثي في المكتبات لكني اريد الاطمئنان فقط رغم ان فكرة الاطمئنان غير مقبولة اطلاقا لكني صممت على البحث كما ذكرت سابقاً ٠ قلت: السلام عليكم/ اجاب الجميع وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته٠ قلت: هل استطيع السير معكم ؟ نظر الجميع بأستغراب ! لكن الشاب القصير قال: اهلا وسهلا بك اخ لنا في رحلتنا ان شاء الله ٠ فنظر الاثنان لي وقالا : اهلا وسهلا بك يا! فقلت: عصام٠ فقالا اهلا بك ياعصام ومن هنا بدأت البحث في خَلق الكون وعظمة الله تعالى في عباده وبعد التعارف تحدث الي واحد من الشباب قائلاً : ماالذي دفعك لهذه السفرة ان لم تمانع ياعصام ؟ قلت له عقلي الذي اتعبني جداً
قال حارث الشاب الطويل .وماذا يحمل عقلك ياترى لكي تلومه بهذه الدرجة ؟ فذكرت له مناقشتي مع والدي واهلي فقال : اعوذ بالله انت تنجرف نحو الالحاد فأنتبه .قلت له اعوذ بالله بل انا اريد ان اكون عبداً صالحاً بأذن الله .قال حسام الشاب الثاني : ابقى معنا وسوف تجد جوابك نظرت اليه واشرت بالموافقة وفعلا بدأت الحصول على كل الاجابات اذ ونحن نسير فجأة !! ظهرت سيارة حديثة تقودها امراة جميلة وقفت باتجاه حارث قائلة له: الاتحب ان تركب معي سوف تحصل على طعام وافر .قال حارث اعوذ بالله منكن انتن سبب الخراب اغربي عن وجهي والا رميتك بهذه الحجارة
وفعلا غادرت المكان .قلت له الم تستطع ان تبعدها عنك بأسلوب افضل من هذا ؟ نظر اليه ولم يقل شيئاَ ابداً وبعد برهة جاء رجل يسير ومعه جمل كبير وصغير وهنا وقف قربنا قائلا : هلا اشتريتم جمالي هذه لأنني احتاج الى المال كثيراً ؟ قال حسام اذهب من هنا والا رميتك انت وجمالك الى الجهة الاخرى . وفعلا غادر الرجل بجماله .نظرت اليه بتعجبٍ قال لي: استمر معنا ولاتغادرنا وسوف تعلم لماذا فعلنا هذا به .قلت له وكيف عرفت اني اريد الابتعاد عنكم بالله عليكم ؟ ضحك الشاب الاخير واسمه جلال وقال : لاتستعجل وسر معنا
سكتت وبدأت بالسير وهنا وبعد فترة طويلة ظهر كوخ كبير تخرج منه رائحة لذيذة فقلت وانا جائع الاتشعرون بالجوع دعونا نستريح قليلاً في هذا الكوخ ان قبلوا وسمحوا لنا ؟ قال حارث حسناً وما ان طرقنا الباب حتى خرجت فتاة قبيحة المنظر وسخة الملابس اشمئزت نفسي منها وتمنيت اني لم اطرق الباب .قالت تفضلوا بالدخول .نظرت اليهم وانا اترجاهم بعدم الدخول لكنهم دخلوا وهنا ... دخلت انا واذ في البيت طعام يشبع سكان الارض جميعا وكانت تجلس فتيات جميعهن مختلفات المنظر والشكل فمنهن القبيحة والجميلة والمتوسطة وتتوسطهن امراة كبيرة السن نظيفة الملابس والشكل .قالت تفضلوا بالجلوس وطلبت من الفتاة التي فتحت لنا الباب بتقديم الطعام لكنني رفضت ان أكل بالرغم من شعوري الشديد بالجوع
اما رفاقي فقد ابهرهم لذة الطعام حتى انهم اكلوا الكثير منه وما ان اكملوا حتى قالوا لي لماذا لم تأكل انه لذيذ جدا ً.نظرت اليهم مستغرباً لقدرتهم على تناول الطعام في مكان لا اقول قذر لكنه نوعاً ما نظيف لكنني لا استطيع العيش فيه .قلت لهم ارجو ان نخرج اذ اكملتم طعامكم لأنني لا استطيع تحمل ما يجري إنه فوق طاقتي والله .ضحك جلال قائلا انت تريد اكتشاف الدنيا ونحن معك هيا بنا .وبعد ان شكروا المرأة العجوز بدأوا بالخروج وفجأة .....!! ظهر شيخ كبير يحمل سلاحاً ابيضاً وقال لنا : انتم اعطوني ما تملكون والا سوف اجعلكم كهذا الخبز قطع صغيرة مثله .نظر الجميع الى بعضنا البعض وهنا قال حارث : لاعليك هون عليك خذ هذا ما املكه ونظر الينا وبعينه التي تقول نفذوا وافعلوا ما فعلت .وفعلا فعلنا جميعا مافعل وهنا ؟؟ وبينما الشيخ يجمع المال باغته حارث ووضع السكين على رقبته قائلا له : لا تهاجم شباباً كسرتهم الدنيا وفعلت بهم ما فعلت ودفعه بقوة نحو النساء بعد ان اخذنا ما يخصنا ووضع لهم المال الذي يستحقونه
وبعد الخروج قلت له : لقد فاجأتني والله اعتقدت إنكم جبناء لكنكم شجعان واحرار .وبعد المغادرة قال لي جلال ياعصام هل تعلمت من حوادثنا شيئا ً ما ؟ قلت القليل والله .قال اعلم ان الله قد ارسل لنا المرأة الجميلة ليختبرنا هل نعصي اوامره ام لا والحمد لله استطعنا ان نحارب رغباتنا اما الرجل الكبير فكان يسرق الجمال من الناس ويبيعها وقد استطعنا ان نحمي انفسنا من الغلط اما الشيخ الكبير والفتاة القذرة فهن نساء سيئات السمعة وقد اكلنا منهم حتى نمنحهن ونعلمهن حلاوة الحلال علهن يتبن ويغفر الله لهن ما فعلن . لهذا لم احاسبهن على غلطة والدهن لانهن مجبورات .
قلت له والله انكم لنعم الرفاق والحمد لله الذي جعلني صاحب لكم في هذه الرحلة .قال حارث هل استفدت من رحلتنا واجبناك عن اسئلتك التي كنت تبحث عنها ؟ قال : نعم والله وهذا مااردت ان اقوله لكم سوف اعود لأهلي لأنني عرفت الله جيداً بافعالكم التي تقربتم اليه سبحانه وتعالى وليغفر لي الله مافكرت ومابدر مني .استودعكم الله التي لاتضيع ودائعه .وتركتهم وبدأت رحلتي للعودة الى اهلي واحبابي وهكذا وجدت اجابة عما كان يدور في مخيلتي والحمد لله.
معلومات مصدر القصة
الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية
عزيزي المشاهد لا تترك الموضوع بدون تعليق وتذكر ان تعليقك يدل عليك فلا تقل الا خيرا :: كلمات قليلة تساعدنا على الاستمرار في خدمتكم ادارة الموقع ... ( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )