منهج التربية الاخلاقية للصف الاول الابتدائي ٢٠٢٤

تواجه المجتمعات العربية اليوم، ومنها بلدنا العراق تحديات كبيرة تهدد قيمها الإنسانية والحضارية وعاداتها وتقاليدها بسبب الانفتاح على الآخر الذي جاء نتيجة التطور التكنولوجي الذي جعل العالم قرية صغيرة يؤثر ويتأثر بعضهم في بعض؛ لذا صار على المؤسسات التربوية أن تنهض لمواجهة هذه التحديات بما لا يؤثر في الاندماج مع المجتمع الإنساني عامة، ويحافظ على أصالة هويتنا العراقية فانطلقت سلسلة منهج التربية الأخلاقية - التي تبدأ من المرحلة الابتدائية حتى المرحلة الإعدادية - من هذا المبدأ؛ لترسيخ قيم مجتمعنا وعاداته وتقاليده في نفوس التلاميذ والطلبة، فضلا عن ترسيخ القيم والمفاهيم المشتركة عالميا، مما يمكنهم من التواصل الفعال مع المجتمعات الإنسانية عامة؛ ليكونوا مواطنين صالحين فاعلين مسؤولين قادرين على النهوض بمهماتهم بوصفهم جيلا واعيا قادرا على تقبل الآخر والتعايش السلمي معه على الرغم من اختلافه عنه بما يخدم تماسك الوطن وازدهاره، هذا الاختلاف الذي يمثل لوحة فنية جميلة تعبر عن عمق الحضارة الإنسانية في بلدنا العراق سواء أكان في المكونات أم العادات أم الأفكار. ليس هذا فحسب فقد تضمن منهج التربية الأخلاقية للصف الأول الابتدائي مهارات أساسية يجب أن يكتسبها المتعلم بحسب مرحلته العمرية لتكون جزءا من شخصيته ومنظومته الأخلاقية. وتضمن المنهج كتابين أحدهما هذا الكتاب الذي بين يديك، والآخر (دليل معلم التربية الأخلاقية). أما هذا الكتاب فقد سير في تأليفه وفقا للمنهج الحلزوني الذي يتطلب منك التركيز في القيم والمهارات التي يجب غرسها في نفس التلميذ، والتي ستطور في الصفوف التالية، وقد حرصنا على أن تكون الدروس قصصا مشوقة تسردها على تلاميذك مبينا أهم القيم والمهارات المضمنة فيها والتي ستعينك على معرفتها الأهداف السلوكية التي وضعت في بداية كل درس، فضلا عن الأنشطة التي تضمنت مهارات حركية ومعرفية ووجدانية. وقد حرصنا على أن تكون شخصيات القصص في الكتاب مستمرة لضمان التفاعل معها ومسايرة تكاملها. أما الدليل، فسيكون خير عون لك على تطبيق هذا المنهج، وفقا للغاية المنشودة الذي وضع المنهج في سبيل تحقيقها. نأمل أن يكون هذا المنهج عونا حقيقيا للحفاظ على قيم مجتمعنا وغرس المفاهيم الحديثة واكتساب المهارات التي تطور من شخصية تلاميذنا إن طبق تطبيقا دقيقا فاعلا، وهو لن يحقق الأهداف المنشودة منه إلا بالتعاون المشترك ما بين أولياء الأمور والمدرسة والمجتمع وتأمل أيضا من أخوتنا في الميدان من المعلمين والمشرفين أن يمدونا بملاحظاتهم القيمة في التغذية الراجعة للعمل على تطويره بما يتناسب مع مجتمعنا وتلاميذنا، ومن الله العون.