📁 مشاركات منوعه

قصة عازف الجيتار الغامض — أنغامٌ للتجنيد، ولحن النهاية بقلم محمد طه من دولة السودان

قصة عازف الجيتار الغامض — أنغامٌ للتجنيد، ولحن النهاية بقلم محمد طه من دولة السودان

قصة عازف الجيتار الغامض — أنغامٌ للتجنيد، ولحن النهاية بقلم محمد طه من دولة السودان

قصة عازف الجيتار الغامض — أنغامٌ للتجنيد، ولحن النهاية بقلم محمد طه من دولة السودان
الفصل الأول: عازف بلا وطن
في أروقة الجامعات، بين أشجار الساحات وضوضاء الطُلاب، كان يظهر رجل يحمل جيتارًا أسود، يعزف ألحانًا غامضة تشبه النبوءات. كان يُلقب بـ "فارس"، لكن لا أحد يعرف له جذورًا أو وجهة. يشارك في الجلسات الفكرية، يتحدث بلغة الشعراء، ويبث سحرًا هادئًا وسط العقول اليافعة.
تحت غطاء الفن، كان فارس ينتقي الشباب الواعد: أولئك المتفوقين، الموهوبين، المتأملين... ثم يعرض عليهم منحًا دراسية من جهات خارجية. ما لا يعرفونه أن تلك المنح كانت المدخل إلى شبكة تجسس دولية تستثمر في العقول النابغة وتُعِدّهم لمناصب تُخدم أجندات خفية.
الفصل الثاني: وجه وسط الحشود
في تلك الأجواء، كان هناك طالب يُدعى "سالم"، تم زرعه من قبل جهاز استخبارات داخلي لمراقبة التغيرات المثيرة للريبة. أجاد الاندماج لدرجة أنه أصبح أحد أبرز طلاب الجامعة، وتم ترشيحه بنفسه من قبل الأساتذة لنيل إحدى منح فارس.
أُرسل سالم إلى مركز تدريبي متنكر في هيئة أكاديمية مرموقة. وهناك، بعد شهور من التعايش، كشف حقيقة التدريب، الأجهزة، والمهام المسندة إلى المجندين. وعبر خُدَع تقنية ابتكرها، بدأ بجمع معلومات خطيرة، مشفرًا إياها داخل مقاطع موسيقية تبدو بريئة
الفصل الثالث: لحظة الكشف
بعد سنوات من التسلل، وصلت المعلومات التي جمعها سالم إلى الجهة التي أرسلته. كانت الشبكة أعقد مما يُتوقع، تمتلك عناصر في مناصب مؤثرة حول العالم. بدأت سلسلة من التحقيقات الهادئة أسقطت الخلية بالكامل دون ضجيج إعلامي.
سالم كُرّم تكريمًا داخليًا، واعتُبر بطلًا غامضًا في ملفات الأمن. أقيم له احتفال حضره مسؤولون وفنانون… وكان من بينهم فارس، الذي عزف مقطوعة بعنوان "اعتراف بلا كلمات".
الفصل الرابع: نغمة الاغتيال
بعد أيام، عُثر على سالم ميتًا في شقته، دون آثار اقتحام أو مقاومة. كاميرات المراقبة سجلت شخصًا يعزف بجيتار في الزاوية المقابلة قبل دقائق من الحادث... ثم اختفى.
لم تُعرف هوية الفاعل، ولم تصدر جهة تبنٍّ أو اتهام. واختفت جيتارة فارس من ساحات الجامعات... لكن الأسطورة بقيت.
 النهاية: لازال يعزف
اليوم، بين الطلاب الجدد، يُحكى أن هناك من يعزف بجيتار لا يُصدر صوتًا... وربما لا يعزف أبدًا، فقط ينظر ويتبسم. وهل في الصمت أحيانًا أكثر من ألف اعتراف؟.
معلومات مصدر القصة 
الكاتب : الاستاذ محمد طه من دولة السودان

تعليقات