📁 مشاركات منوعه

قصة الطفل اليتيم والحجارة الحنينة مستوحاة من رسم الفنان محمدين العراقي من بغداد تأليف سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية

قصة الطفل اليتيم والحجارة الحنينة مستوحاة من رسم الفنان محمدين العراقي من بغداد تأليف سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية

قصة الطفل اليتيم والحجارة الحنينة مستوحاة من رسم الفنان محمدين العراقي من بغداد تأليف سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية

قصة الطفل اليتيم والحجارة الحنينة مستوحاة من رسم الفنان محمدين العراقي من بغداد تأليف سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية
كان ياماكان كان هناك طفل صغير ولد لعائلة فقيرة من ام واب لكن من سماتها المحبة والولاء لهذه العائلة وكان الاب فاضل يذهب الى السوق ليبيع الحطب الذي يجلبه من غابته الجميلة التي كان يسميها (غابة الاحلام الجميلة) لانه يحاول تحقيق حلمه الصغير الا وهو جلب قوت يومه لأهله من بيع حطب الاشجار التي يقطعها متمنياً أن يكون الغد أفضل بإذن الله .أما الام فقد كان لصوتها الحنين الذي تغني به لإبنها قيس لكي ينام عليه رمز الدفئ والامل ولكي يعلم إن وجود الام نعمة لايعرفها الا من فقدها وهذا ماسيشعر به قيس لاحقاً .نعود الى الاب فاضل الذي كان لايفكر بمقدار التعب والجهد الذي يبذله من خلال الذهاب للغابة وقطع جذوع الاشجار وحملها على ظهره والذهاب بها الى المدينة التي يباع فيها بسعر مناسب ليجلب الطعام  لاهله وعائلته الصغيرة ،ومرة وهو يقطع في الاشجار ظهرت له أفعى الكوبرا ،وهي اخطر الافاعي التي خلقها الله اذ إن نفاذ سمها في جسم الانسان لن يجعل له مخرج للنفاذ من الموت بل الموت هوالطريق الوحيد لمن يسري بجسمه هذا السم .وبينما هو يكسر الاخشاب قالت له الافعى : انت انت ؟؟ نظر اليها فاضل وهنا فزع منها لأنه يعلم غدرها وقسوتها ومقدار ماتحمله من خطر في أنيابها عندما تغرسها بالجسم المطلوب .وهنا.. حاول الهروب لكنها قفزت بإتجاهه ملتفه فوق رقبته قائلة له : أتظن أنك تستطيع الهرب بعد مافعلته بي !!!؟؟؟ نظر فاضل الى الافعى وهو مخنوق بسبب ضغط ذيلها عليه متحدثاً بصعوبة  قائلاً لها: وماالذي فعلته لكِ جعلكِ تغضبين مني هكذا وتلتفين بجسمك حول رقبتي متمنية لي الموت ؟؟؟ الافعى : الا تعلم ماالذي فعلته فعلاً :فاضل : لاعلم لي والله على مااقول شهيد . سكتت الافعى وهي تنظر اليه بين شكٍ بما يقول وبين عطفٍ عليه .وهنا... قالت له : وإن صدقتك فمن يعيد لي ابنائي الذين قتلتهم بكل سهولة ؟؟!! فاضل بصرخة مخنوقة بسبب التفاف الافعى عليه :ماذا قتلتُ اطفالك !؛؛ أنا؛؛ وكيف ذلك؟؟؟ وأنا لم اراهم أبداً.وهنا ضغطت عليه بقوة وقالت له :أنظر الى تلك الشجرة ماذا يوجد اسفلها ؟! وماإن نظر حتى وجد اربع حيات صغيرات وعلى اجسامهم الدماء .وهو محاولا التكلم بقسوة :كيف حدث هذا ؟؟ والله لااعلم كيف حدث ذلك .قالت الحية : عندما هبت رياح حارة بدأوا أطفالي بالصعود الى الاعلى لحماية أنفسهم لكنهم لم يستطيعوا الثبات لعدم قدرتهم على الصعود لقلة خبرتهم فسقطوا على الارض وفي هذه اللحظة بدأت أنت بقص الشجرة فسقط غصن كبير عليهم فقتلهم لثقله .وهكذا قتلتهم بأنانيتك اللعينة لهذا سوف تدفع ثمن ذلك الان .وهنا بدء الاب بالتوسل اليها والاعتذار لها لكن قلب الام لم يستطع أن يكون رحيماً معه فحتى الحيوانات لها قلب ضعيف أمام أطفالها وهنا... لدغت الافعى الام فاضل بقوة واضعة أنيابها وسمها يتخلخل جسمه ولم تتركه الا بعد سقوطه على الارض .وماإن تأكدت من قتله بدأت تبعد جسمها عن جسمه مغادرة المكان .اما فاضل فقد نفذ سم الافعى بجسمه ومات ولااحد يعلم بمااصابه .مرت الساعات والاب لم يعد الى البيت والام تقف بالباب تسير مرة وتقف مرة قلقة على زوجها ومرت الساعات وفاضل لم يظهر .وهنا قررت الام سناء الذهاب الى جارهم العربي عبد الله لتطلب نجدته بخصوص زوجها .طرقت الباب فخرج جارها قائلا لها :مرحباً بكِ يااختي العزيزة .هل حدث شيء ؟؟ فعهدي بك عدم الخروج الا للضرورة القسوى ؟؟ قالت سناء: نعم والله لقد تأخر فاضل ولم يعد الى البيت كعادته .وقد تأخر الوقت ولااستطيع الذهاب الى الغابة لوحدي فهلا أعنتني بالله عليك.قال عبد الله طبعاً طبعاً .وهنا نادى الى أولاده الاربعة ليعينوه على هذا الامر وقال لسناء: يااختي عودي الى البيت وإن شاء الله نجلب لك الاخبار الطيبة .نظرت سناء اليه قائلة :لولا إبني وصغره لذهبت معكم .فشكراً جزيلاً لك ولمن يعينني .وعادت سناء وإبنها قيس الى البيت منتظره خبراً جيداً عن زوجها اما عبد الله وأولاده فقد ذهبوا الى الغابة للبحث عن فاضل وبين اشجار كثيرة وجدوا جثة فاضل بلونٍ أزرق متخشبة كأنها غصن شجرة ذبلان لم يسقى بماء ٍ منذ زمن طويل .وهنا نظر الاولاد بإتجاه والدهم والكل بصوت واحدٍ .ماذا سنقول لام قيسٍ ؟؟؟ نظر الاب اليهم قائلاً :هذا أمر الله ولاراد لأمره .سكت الجميع لأنهم مؤمنين بقضاء الله وقدره.وحملوا جثة فاضل متجهين نحو داره ومرت الساعات وسناء تترقبهم بلهفة وخوف وهنا سمعت أصوات تكبيرات ،قفزت من مكانها والخوف والفزع يملؤها وماإن وصلت الى الباب حتى رأت عبد الله وأولاده يحملون جثة زوجها فاضل .وهنا... بدأت بالصراخ والعويل والدموع تنهمر على خديها وتتساقط على وجه إبنها قيس وهي لاتشعر ومن كثر البكاء فقدت وعيها ومرت الدقائق فوجدت نفسها على سريرها وزوجة عبد الله جنبها تواسيها فقالت سناء لها: ماالذي حدث؟؟ ولماذا أنت هنا ؟؟ وبين الحوار لم تشعر سناء الا وروحها تخرج منها وفعلاً ماتت سناء وإبنها قيس لايفهم ماالذي حدث وإنه في ثانية أصبح يتيم الام والاب وهي نفس اللحظة التي كان حضن أمه محيطاًبه ولم يشعر قيس الا وزوجة عبد الله تقول له وهي تبكي :
ﺍﻣﻲ ﻣﻦ ﺍﺣﺲ ﺑﺠﻮﻉ ﺗﺪﺭﻱ ﺷﺘﺴﻮﻱ
ﺗﻜﻄﻊ ﻟﺤﻤﻬﺎ ﺗﻜﻮﻡ ﻣﻦ ﻳﻤﻪ ﺗﺸﻮﻱ
ﺍﻣﻲ ﺍﻟﺘﻌﻴﺶ ﺍﺣﻼ‌ﻡ ﻣﺤﺪ ﺣﻠﻤﻬﺎ
غافي ﺑﺤﻀﻨﻬﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﺗﺘﻤﻨﻪ ﺍﺿﻤﻬﺎ
-ﺑﻔﺮﺍﺵ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻋﺎﻓﺖ ﺩﻓﻨﻬﺎ
ما ﻭﺻﺖ ﺑﺪﻓﺎﻥ ﻭﺻﺖ ﺑﺎﺑﻨﻬﺎ
ﺍﻣﻲ ﻣﻦ ﺍﺭﻭﺡ ﺑﻌﻴﺪ ﻣﺎ ﺗﺸﻤﺮ ﺍﻟﻤﺎﻱ
ﺷﻔﺖ ﺍﻧﻪ ﺟﻔﻦ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﺷﺎﻣﺮﺗﻪ ﻭﻳﺎﻱ
وهنا سقطت دموع جديدة على وجه قيس لكن هذه الدموع غريبة لم تكن بطعم الدموع السابقة التي كانت مملؤة بالحب والحنان إنما الدموع الجديدة تحوي العطف والاسئلة التي تدل على عطف صاحبة هذه الدموع .وهنا قالت زوجة عبدالله رشا : لزوجها عبد الله ماذا نفعل بهذا الولد تعيس الحظ بالله عليك ؟؟ قال عبد الله دعيني نكمل دفن والديه ودعيه يلعب مع أحفادنا الى أن نجد له الحل الانسب بإذنه تعالى .وبدء الاستعداد لدفن سناء وفاضل والكل في فوضى ولم يشعروا بغياب قيس اما قيس فقد توجه الى مكان في خلف بيته حيث كانت تجلس أمه على صخرة وتجلسه بحضنها وهي تغني له كي ينام وهي برفقته وهنا.... ظل ينظر بعينيه الحمراء الى مكان أمه وهو يتلفت يميناً ويساراً عله يجد من يبحث عنه أمه ذات الحضن الدافئ ووالده صاحب اليد الناعمة رغم خشونتها بسبب قساوة الحياة عليه لكنه لم يكن يقسوا على إبنه لأنه سنده بعد الله تعالى .نظر قيس الى الصخرة كأنه يتكلم معها وهو يقول بعقله لا بلسانه أين من كانت تجلس عليك وانا بجانبها أين من كانت تحكي لي القصص وتغني لي الاغاني بصوتها العذب الحزين لتجعلني اغفوا لكي لاتبكي عندما أطلب منها الطعام وهنا .. شعر بصوت يقول له بحزن كإنه يعلم مقدار حزنه وآلمه :
يا آمـاه "
بكى الزمان لبعدكِ ... فهل لنا بعد الغياب لقاء؟
أشتقنا لكِ ... ياليتنا لم نفترق ... ف البعد فيه مذلة و شقاء !
لا تقطعي سبل المودة بيننا... ف إن القلب يفرح باللقاء!
عهدا سأبقى دائمافي ذكركِ... و عهد الحر يتبعه وفاء !

وهنا وضع قيس خده على الصخرة وهو يقول:
آنه أمي وكت الموت گالتلي يبني .
لاتگطع الجيات من يگضي دفني

وانهمرت دموعه بهدوءٍ وهو ينهي اخر كلمة من البيت .وبعد أنتهاء العزاء جاء صالح إبن عبد الله الى والدته ليسألها عن قيس وهنا صرخت وأنتبهت لفقدانه ومقدار إهمالها له وبين صريخ وبكاء وبحث ودعاء صرخ صالح على الجميع وقال لهم :تقدموا الى هنا خلف الدار وماان حضر الجميع حتى وجدوا قيس وهو نائم على صخرة وكأنه يتكلم معها عن حاله بعد فراق أحبابه ولم يعلموا أن حديثه لهذه الصخره أنقذه من آلم طويل لو مرَّ به لتمنى الموت الف مرة لكن الله أرحم بعبده من أي مخلوف وهكذا مات قيس وهو يتمنى حضن أمه التي لم تفارقه أبدا.

قصة مستوحاة من رسم الفنان محمدين العراقي من بغداد
تأليف سوسن لطيف

معلومات مصدر القصة 
الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية

تعليقات