قصة تحت سماء الموت الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية
قصة تحت سماء الموت الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية
في ليلٍ مظلم تنيره نجوم لامعة إستيقظت شمس محملة بهموم والآم وأوجاع فراق والدتها .فقد كانت سندها الوحيد في عالم مليء بالاجرام والقتل ،عالم يعتبر وجود الفتاة خطأ يجب أن يصحح بقتلها . نهضت من فراشها بعد ترتيبه متوجهة الى الحمام الذي تذرف دموعها هناك ،ولطالما أشارت اليها والدتها ونبهتها بعدم القيام بهكذا فعل لانه يجمع الجن وحذرتها من هذه المواقف لماتصاحبها من مصاعب وشرور ،لكن ضغوط الحياة جعلت من شمس من الداخل فتاة هشة ضعيفة على الرغم من ملامحها التي تبين قوتهاوصلابتها.وبينما هي متوجهة الى الحمام كانت من عاداتها أن تنظر من نافذة الممر الذي يؤدي الى المكان المقصود ،اذ كانت النافذة تظهر جمال حديقة وترتيب ونظافة جارتهم في تنسيق حديقتها بالشكل الذي يجعل شمس وغيرها مبهور ومفتن بهذا الابداع الالهي العظيم وهذه اليد الرائعة في أختيار وتنسيق الالوان لتجعل منها ملاذاً من الهم ومصدراً للطمأنينة والسكون في مواجهة المشاكل والمخاوف التي تعيق اي شخص نحو التقدم.وخلال تفحصها لهذا المنظر اذ بقطرات تتساقط على النافذة كإنها دم قتيل ذبح بكل قسوة وعنف وكإن هذه القطرات تحاكي ماحدث ليلة سقوطها من عنف وآلم صاحبها فلونها القاتم ورائحتها العفنه بالرغم من الحاجز الذي يفصل بين شمس وقطرة الدم الا وهو الزجاج الكثيف الا أن حاسة الشم عند شمس جعلتها تشعر برائحتها العفنة .وهنا اصاب الخوف والهلع صدر شمس مما رأته ؟؟ فماالذي حدث وجعل قطرات المطر تصبح بهذا اللون وكيف السبيل للنجاة من هذا الخطر العظيم وهنا...... دخلت الحمام غالقة عليها الباب بقوة مستخدمة الاقفال المحيطة بالباب ،لتمنح لنفسها الامان ولو قليلاً وهنا ..؟؟!! ظهرت لها من خلال المرآة قطرات ماءٍ بلون الدم وهي تسير على الزجاجة كأنها إنسان يسير على الارض حاملة معها فأس يتساقط منه دماء كثيرة وماان شاهدت شمس هذه الصورة حتى بدأت بالصراخ والاستغاثة متأملة بإنقاذها من هذا الخيال الموحش إن كان كذلك او الواقع المهلك ان كان حقيقياً وبين ذعر وذهول سقطت شمس على الارض بقوة لايعلمها الا الله .ومرت الساعات والايام وشمس في عالم لا يعلمه غيرها والمجهول الذي سبب لها هذا الذعر وماان فتحت عينها ،حتى لاحظت تغييرات كثيرة طرأت عليها فساقها التي تميزت بجمالها أصبحت شعيرات دم خفيفة ووجها الذي كان يشبه البدر بجمالة أصبح شاحباً مخيفاً وشعرها الطويل الاسود الذي كان ليلاً تشع منه نجوم لامعه ذبل وتكسر واصابه البياض من شدة الاهمال .ترى ماالذي حدث وماالذي دفع شمس للسقوط والعيش في عالم غريب مجهول وبين هذه الاسئلة وغيرها بدأت تسمع شمس خطوات سريعة قوية تدل على عظمة وقوة مصدرها وهنا... ظهر لها فعلا جسم غريب لو بحثت كتب العلم والفضاء لماعرفت مصدره وعنوانه وهنا..ظهر صوت غريب كأنه صوت إذاعة أصابها الخراب قائلاً لها: امازلت في ذهول ياشمس ؟؟ وهنا رفعت رأسها بين خوف وإستغراب قائلة له بصوت مخنوق : من أنت وكيف لقطرات دم أن تكون شبيه إنسانٍ وتتحدث كأنها إنسان ماهذه الظاهرة الغريبة وكيف حدثت واين أنا ؟؟؟ ضحك الجسم الغريب قائلاً لها : اليس هذا طلبك منذ أن كنت في عمر العشر سنوات ،عندما كنتي تتحدثين لزجاج الممر المؤدي الى الحمام بأن يظهر لكِ مخلوق لو رأه الغير لمات من هول مارأه .وها أنا امرت أن أنفذ لك ماتخيلتي وماتمنيتي .شمس :كيف لدم أن يتحدث مثلي ويحدق بي كأنه أنسان طبيعي ؟؟ الجسم الغريب :الا تعلمين بأن الخيال يصبح حقيقة عند الانسان العظيم ؟؟ وخاصة عندما تكون له خاصية مميزة تميزه عن الغير .وأنت لديك ميزة نطمح أن نتولاها ونرعاها الا وهي رؤية المستقبل المجهول !!؟؟ شمس في ذهول وإستغراب :وكيف علمت بهذه الميزة التي لايعلمها غير أمي رحمها الله ؟؟ وهنا ضحك بصوت يدل على سخربة السؤال قائلاً لها: أولم تستفيقي من خيالك القصير وتعيشي الواقع ؟؟ الا تدركين هول ماانت فيه ؟؟ أنت في حضرة ملك الدم ؛الذي تميز بقوته وقدرته على تمييز كل المتغيرات التي تطرأ في الارض وتحتها .وهنا نظرت شمس اليه بنظرة تملأها الخوف قائلة له: وهل هذا واقع إفتراضي ام حقيقي ؟؟ فأنا الى الان لااصدق مثل هذه الحالة الا في الخيال .... وهنا صرخ ملك الدم صرخة لو سمعها الانس جميعم لسقطوا مغشيين على انفسهم فقالت شمس اعتذر منك لانني في ذهول من شكلي ومن شكلك .فكيف لفتاة جميلة بعد ان كان حالها ووضعها طبيعي ان يكون مصيرها هكذا وترى العجب العجاب بلحظات إنقلبت حياتها الدافئة الى ضجيج وخوف ورعب .وهنا نظر اليها سيد الدم واضعاً يده على كتفها والدماء تتساقط على جسمها من كل مكان قائلاً لها:لولا أهميتك لجعلت منك قطرة دم وحيدة معزولة عن جسمي هذا لكنني أحتاج اليك كما ذكرت لك سابقاً فأنت الوحيدة في هذا الكون تحملين صفة ارغب بها الا وهي رؤية المستقبل وهذه الصفة ان منحتها لي تجعلني ارى العجب العجاب في هذا الكون.الذي ارغب أن أسيطر عليه وامتلكه وأسخره لخدمتي .شمس : وماالذي تستفيد منه بعد أن تعرف المستقبل المجهول ؟؟ سيد الدم:لو علمتي ما لصفتك المميزة من أهمية لما سألتي هذا السؤال ابداً؟؟ إن لرويتك المستقبلية أهمية كبيرة فبك أستطيع انهاء هذا الكون بما فيه من سادة الذين يحاربونني في رزقي وسلطتي على هذا الكون .شمس: ومن هم هؤلاء السادة يامولاي؟؟ سيد الدم :أنهم(سيد العنف ،وسيد الغضب، وسيد اللؤم، وسيد الحقد) هؤلاء لو سيطروا عليك لانتهى حكمي والى الابد .هل فهمتي مااقصد ؟؟ شمس:كلا. سيد الشمس: إن لرؤيتك ظواهر مخيفة فقد ذكرها سيد المسرات في كتابه العظيم ،أثار عظيمة فمن خلالها تتساقط السادة ويبقى الاصلح في الكون بعد حرب دامية لايعلمها الا انت ومرت السنون ولم اشارك بهذه الحرب وأنا الان بدأت أتهالك بسبب إنتهاء زمني لكن عليه واجب أنقاذ هذا الكون من أعداءه ولن يحدث هذا الا من خلالك فتحديث وقت المعركة ورؤية المنتصر هي التي ستحسم البقاء والخلود او الانهزام والانكسار .وهنا.... قالت شمس :نعم أنا أعلم مقدار قدرتي على الرؤيا لكنك جعلتني في وضع لايتمناه اي شخص عاقل فكيف أعيش وأنا بهذا الشكل لذا علينا أن نتفق قبل كل شيء أن تعيد لي مااخذته من جسمي من جمال وروح رغم الآلم لكنها محبة للحياة من خلال تفحصها وتمعنها بجمال الطبيعة الخلاقة لذا عليك إتخاذ القرار الصائب والا الهلاك مصيري ومصيرك !! سيد الدم ينظر لها بتمعن وذكاء قائلاً لها:حسناً حسناً عليك النظر الي عيني لاعيد لك مااخذت منك لكن الحذر الحذر أن ترمشي خلالها لأنك تصبحين من الهالكين والموتى وذكراك تختفي ولن يتذكرك احد بعدها .ضحكت شمس قائلة له: ومن يتذكرني وأنا عشت وحيدة فريدة لو لا وجود والدتي رحمها الله لما استطعت العيش الا من خلالها سواء اكانت على قيد الحياة ام إنتقلت الى العالم الاخر .وهنا قال سيد الدم:يالك من فتاة تفسر الحياة بطريقة تجعلني أفكر في جعلك سيدة وصاحبة قصر الدم الذي يخصني .وهنا .. تفاجأت شمس من حديثه وبتمعن قالت له: ولماذا التفكير بل دعني اكون وأصبح اليد التي تبطش بها اعدائك واعدائي !! وهنا عم الهدوء لفترة وجيزة وفجأة قرر سيد الدم ان تكون هناك سيدة اخرى تجالسه وتشاركه حياته الا وهي سيدة الدم شمس وهنا بدأت شمس تندمج وتتشابك مع قطرات دم سيد الدم الى أن أصبحت خيال لايراه غيره وهنا أستطاع ومن خلالها رؤية الحرب التي تمناها للفوز والانتصار وبدأت المعركة بقوة وصلابة وشراسة إنتهت بموت الجميع وخلود سيد الموت كما رغب .بعد أن نجح في خوض اشرس حرب على وجه الكون ،لتبقى ذكراه وسيرته خالدة لأجيالٍ مختلفة لتعبر عن إنتصار القوة على الضعف والحكمة على الغباء والتكاتف عن التفرقة وهكذا أصبح سيد الدم منذ الان معروفاً بالخلود الابدي .
معلومات مصدر القصة
الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية
عزيزي المشاهد لا تترك الموضوع بدون تعليق وتذكر ان تعليقك يدل عليك فلا تقل الا خيرا :: كلمات قليلة تساعدنا على الاستمرار في خدمتكم ادارة الموقع ... ( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )