📁 مشاركات منوعه

قصة التوهج الاعمى الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية

قصة التوهج الاعمى الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية

قصة التوهج الاعمى الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية

قصة التوهج الاعمى الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية

السلام عليكم هذه قصة من تأليفي إهداء الى الاستاذ حيدر كاظم صاحب القصة بطلب منه

في قرية صغيرة بأطراف العراق كان هناك ثلاث شبان أقوياء محبين للخير بعيدين عن أعمال السوء لكن كل واحد منهم كان لديه حلم بقلبه وعقله وكان اليأس يتملكهم لكن الشخص الوحيد الذي كان يعلم إن بعد اليأس أمل وإن الحجرة التي توضع أمامهم سوف يأتي يوم وتندفع بإذن الله وإن التغيير قادم لامحال. لكن الذي يمنع هذا الخير هو عدم اليقين لكثرة المطبات والمصاعب التي تعرضوا لها .لكن حيدر الاخ الوسط كان يحاول ويحاول ومرة وهو جالس مع أصدقائه يتحدث اذ ظهر أمامه شاب لاول مرة يراه وجلس معهم لكن عينه لم تفارق عين حيدر كأنه يقول له لقد جئت اليك خصيصاً لإبلغك معلومة مهمة لايستحق أن يعلمها غيرك .وظل الشاب جالساً امام الجميع ،وهنا قال حيدر لحبيب : حبيب أرغب بإخبارك معلومة معينة فهلا تسمح لي بالانفراد بك ،قال حبيب:طبعاً وبكل سرور .توجه حبيب وحيدر بمكان معزول وقال له:هناك شيء غريب لا اعلم هل لاحظته اليوم ام لا .قال حبيب :وماهو هذا الشيء ؟قال حيدر:هناك شاب جلس معنا وينظر لي كأنه يعرفني وفي عينه الكثير من الاسئلة !! حبيب: ينظر بتعجب الى حيدر ويقول له:لم أرى أي شخص يجلس قربنا كما ذكرت لكنني أعتقد إنك قد ارهقت نفسك بالكثير من الاعمال فهلا تمنحها الراحة .حيدر ينظر الى حبيب ويقول له:ماالذي تتحدث عنه وكيف تقول هذا الحديث ؟؟ لقد رأيته بعيني كما أراك الان !! حبيب يضع يده على كتف حيدر ويقول له: والله لم يحدث مثل هذا الامر أبداً.وهنا .... قال حيدر لحبيب:دعنا نعود الى المكان الذي جلسنا اليه واريك ٱياه .وفعلا ً تم ذلك وذهبا الى نفس المكان الذي جلسا فيه وقال حيدر لحبيب :أنظر ،أنظر هذا هو هناك الذي لحيته بيضاء وشعره أبيض ويحوي بعض الخصلات ذات اللون الاسود.لكن حبيب بقي مصمم على أقواله بأن لا وجود لهذا الشخص إلا في مخيلة حيدر .وماكان من حيدر الا الاستسلام والانفراد والانعزال وهنا.... تقدم الشاب اليه قائلاً له: لاتخف ولاتحرن لانك الوحيد من يراني !!نظر حيدر اليه والخوف يملأ قلبه وعينيه قائلاً له: وهل أنت شبح كي لايراك أحد غيري ؟؟ ضحك الشاب قائلاً له :بل ملك صالح جئتُ لرجل أحبه الله كثيراً فأرسلني اليه .وهنا وقف حيدر بذهول وإستغراب قائلاً:وماالذي فعلته حتى أصبحت حبيباً لخالق الكون الذي يسعى الكثير للوصول الى رضاه ؟؟ قال الرجل:أنظر الى قلبك ترى الاجابة كاملة .وهنا إختفى الرجل فجأة من قرب حيدر .وظل حيدر في دهشته المتباينة بين تصديق الحديث او تكذيبه .وهنا ظهر أخوه محمد الطالب في المرحلة الثالثة من الطب قسم التخدير وقال له:مرحباً بأعز الناس الى قلبي ،ماذا هل أعجبك المكان وترغب الجلوس فيه أكثر منا ؟؟ نظر حيدر اليه وبدون فتح فاهه واقفاً أمامه ومحركاً قدميه بكل صعوبة كإن أقدامه تعود لشخص أخر وليس له .وهنا نظر اليه أخوه محمد ٍ قائلاً له :ماالذي حدث لك ياأخي وسندي في الدنيا .حيدر يسير ويقول له:دعنا نسير الى البيت ياأخي العزيز فليس مايدعو الى البقاء هنا فالكل رحل وعلينا الرحيل أيضاً.وفعلاً غادر الجميع المكان الا الاحداث التي وقعت بقيت في ذهن حيدر .ومررت الساعات والايام وحيدر جليس أفكاره غارقاً بماحدث .أما محمد وحبيب فقد إجتمعا معاً وتناقشا ماحدث لحيدر دون التوصل للحقيقة طبعاً حبيب لمحمد : لقد ذكرت لك ماذكره لي حيدر وذهبت بنفسي الى المكان الذي تجلسون فيه ولم أرى أحداً سوانا .لم يستطع محمد قول شي لأنه كان أحد الاشخاص الذين يجلسون مع الجميع ولم يشاهدوا شيئاً غريباً وبعد ساعات خرج حبيب وخرج محمد وتوجهوا نحو والد حيدر ليخبروه ماحدث  .الاب جالس في الحديقة ويصحبه فنجانه الصغير الذي يحبه كثيراً ويحمل في يده كتاب الارواح المتلاقية في الجبال وعينه تتمعن اسطر الكتاب ،وهنا جاء محمد مع صديقه حبيب وقال له: ياابي هلا تصغي لي بالله عليك ؟؟؟ نظر والده والدهشة تملأ وجهه قائلاً له: ماالذي حدث لك يابني هل هناك خطر يهددك ام يهدد البيت حتى تظهر ملامح وجهك بهذا الشحوب والفزع يابني ؟؟ حبيب: ياعم هناك الكثير الذي يجب أن نتحدث عنه معك فهلا تصغي لنا بالله عليك .وفي إنتباه تام وإصغاء مكتمل إستمع والدهم لما قيل له وهنا نهض بقوة سريعة وخطوات لايعلم سرعتها الا الذي رأه قائلاً لهم : لاتخافوا يااولادي لكنني سوف أذهب اليه لاتأكد من معلومة معينة.وفعلاً توجه كاظم الى غرفة حيدر وبعد أن طرق الباب ،إستاذنه بالدخول وهنا ...وقف حيدر إحتراماً لوالده وبعد التحية والسلام جلس والده أمامه مبتسماً له قائلاً: لقد علمتُ ماحدث لك ،فقد أخبرني محمد وحبيب ماجرى .لذا أريد أن أبلغك بأن ماحدث لك ليس ببعيد عنا .حيدر نظر الى والده قائلاً له : وكيف ذلك ؟؟ قال كريم والد حيدر : لقد كان لي جد كبير السن وقد أخبرني والدي بحوادث تعرض لها مشابهة لما تعرضت لها. حيدر : وكيف هذا ياوالدي ؟؟ الاب: هل ترغب بمعرفة الاجابة فعلاً: حيدر : طبعاً ياوالدي . وهنا قال الاب: اذا دعنا نغادر لمكان الاجابة عن أسئلتك يابني .وفعلاً تم تحضير معدات السفر وبين الركوب وبين السفر وصل الاثنان للمكان المقصود .وعند ترجل الاثنان بدآ في السير الى أن وصلا الى كهف كبير يحوي الكثير من الاحجار الكريمة التي تبهر من يراه.وماان دخلا الكهف حتى بدأ الخوف والقلق ينتاب حيدر مما راه فقد شاهد مالايتقبله العقل والمنطق ، فهناك الكثير الكثير من الشيوخ الذين يمتلكون بياض الشعر والذقن الذي يحوي أطول لحي ونور يشع من وجوههم كإنها الثلج قد تلون بهم والتقوى التي تنطق من افواههم كإن الله تعالى لم يخلق غير الجنة فقط ولم تكن للنار من وجود .وهنا شعر حيدر بالفزع والخوف مردداًدعاء الخوف:"اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم". وهنا قال كاظم: لاتخف يابني .أنت في أأمن مكان على الارض فلماذا هذا الشعور يابني على الرغم إن ماصابك غريب لمن لم يتعرض له لكنني قلت لك إن هذا الحدث ليس غريب علينا.وبين هذا الحديث وأحداث الكهف صمت حيدر مستسلماً لاقدار المجهول ،ومرت الساعات  والرجال تكبر وتخرج من أفواهها أيات تقشعر منها البدن وكانت هذه الايات تسقط من أفواههم كشلالات ماءٍ تهوي لتروي ضمآ العطشان .وهنا نظر حيدر الى الشيوخ الصغار وشاهد لباسهم الابيض الذي يشع منه الامل بالله وقدرته تعالى على خلق كل شيء وأي شيء وبين الاحجار الكريمة خرجت إمرأة لو نظرت اليها بتمعن  لعلمت بأنها أية أخرى من أيات الله وبين ذهول كريم وحيدر تتقدم هذه المراة او الشبح وتقدم لحيدر عصيراً في قدح مصنوع من الاحجار الكريمة التي لو نظرت مافي داخلها لقرأت إسم رسولنا الكريم وهنا قالت لحيدر: {يُطَافُ عَلَيْهِم بِكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ}.  نظر حيدر لوالده مستنجداً به، وهنا هز رأسه معلناً له الامن والامان لمايراه طالباً منه شرب ماقُدم له. وفعلا ً بدأ حيدر بمد يده وبين خوف وهلع شرب حيدر العصير ولم تمر ساعاتٍ حتى رأى ماكان مجهولاً لايعلمه غير الله !! فكيف رؤية مامنع الله من مشاهدته بأمرٍ منه وهنا.... رأى الرجل الذي شاهده جالساً مع زملائه ،فشعر بالرعب الشديد لكن خطوات الرجل تتقدم اليه قائلاً له: لقد علمتُ مقدرتك على الحضور .الم أقل لك إن الله إذا أحب عبداً متعه بخير الدنيا والاخرة .وأنت لو نظرت الى قلبك لوجدت الخير فيه لكنك لاتعلم مقدار الخير الذي يصيبك منه ؟؟حيدر : هل هذا واقع ام خيال فكيف يحدث ذلك ونحن لم نفارق الارض وأرواحنا مازالت لم تفارق أجسامنا ،فلو قلت هذه الجنة لن يصدقني أحد غير والدي ؟؟ وهنا قال الشيخ الكبير: إن الجنة لايعرف وصفها وشكلها غير الله تعالى .حيدر : لكن الذي أراه يشبه الخيال فكيف ذلك!!!وهنا قالت المرأة التي خرجت من بين الاحجار الكريمة:"إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ" (آل عمران: 190)،وهنا سكت الجميع فلا يوجد أدلة أكثر يقيناً من كلام الله تعالى .لكن حيدر اراد أن يرى واقعه ومستقبله كيف يكون .فطلب من الشيخ أن يرى مستقبله راجياً إياه وهنا... نظر اليه قائلا ً له : أترى تلك الجماجم البعيدة ؟؟ حيدر بخوف شديد :نعم مابها ؟؟ الشيخ الكبير : لو كنت قادراً على سؤالها فإنك تجد الاجابة لديها .فهل تستطيع التحدث معها؟؟ حيدر : كيف لي أن أسال روح قد فارقت جسداً ولاتعلم ماحدث له الا بأمر الله تعالى .الشيخ الكبير : وهذا جزءاً من أمر الله تعالى .وهنا تقدم حيدر بخطواتٍ حذرة فزعة لموقف ٍ لو ذكره لاقرب صديق له لذكره بالجنون وقلة العقل .لكن الاجابة عن أسئلته هي التي تدفعه نحو عالم المجهول ومرت الدقائق كأنها سنون عجاف ذبلت كل ما كان مزروعاً وأماتت الجميع.وبين الصدق والكذب وبين الحقيقة والخيال توجه حيدر لتلك العظام سائلاً عن مجهوله البعيد وهنا.... نطقت الاصوات جميعها بما أرضى فضوله حيث ذكرت تلك العظام الاية التالية :((سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ))وهنا قال حيدر بعد أن ذكر الله تعالى سائلاً إياهم عن مستقبله المجهول بخوف وحذر .فماكان من كبيرهم الا أن يمد له واحدة من الاحجار الكبيرة التي سقطت من الكهف الى الارض .وهنا أخذها حيدر وبدأ يتفحصها  بتمعن مستفسراً عن سبب تقديمها من قبل العظام اليه ؟؟ وهنا ظهر من الحجر بعض الصور التي تبين سوء  صحة المقولة التي تقول:"لو علمتم الغيب لاخترتم الواقع".وهنا تذكر حيدر كلام والده عندما وقع له حادث  وتنمرحين ذكره بقول الله تعالى : {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ} [الأنعام: 59]، {وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ} [هود: 123]. وهنا علم حيدر إن قضاء الله وقدره أفضل بكثير من المستقبل المجهول الذي لايعلم غيبه غير الله.

معلومات مصدر القصة 
الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية

تعليقات