📁 مشاركات منوعه

قصة حنين وشجرة الدر حارسة أسرار الطبيعة بقلم محمد طه من دولة السودان

قصة حنين وشجرة الدر حارسة أسرار الطبيعة بقلم محمد طه من دولة السودان

قصة حنين وشجرة الدر حارسة أسرار الطبيعة بقلم محمد طه من دولة السودان

قصة حنين وشجرة الدر حارسة أسرار الطبيعة بقلم محمد طه من دولة السودان

حنين وشجرة الدر حارسة أسرار الطبيعة قصة للأطفال بقلم: محمد طه من السودان 
🌟   المقدمة
إلى كل طفل ٍ يحب الطبيعة،
وإلى كل قلبٍ صغير يؤمن أن الأشجار تتحدث،
هذه الحكاية كتبت لتُذكّركم أن اللطف قوة،
وأن الحب يمكنه أن يصنع المعجزات... حتى من غصن مكسور. 

في قريةٍ صغيرةٍ تُشرق عليها الشمس كل صباحٍ بحنان، عاشت طفلةٌ رقيقة المشاعر تُدعى حنين. كانت تحب الطبيعة بكل تفاصيلها: الأشجار، الفراشات، رائحة التراب بعد المطر. لكنها كانت تشعر بالوحدة أحيانًا، فلم تكن تمتلك الكثير من الأصدقاء. كانت تجلس تحت الأشجار وتحدث الطيور، وكأنها تبحث عن صديقٍ يفهم قلبها الصغير

ذات صباحٍ ربيعي، جلست حنين تحت شجرةٍ كبيرة في حديقة منزلها، تراقب أوراقها وهي تتمايل مع النسيم. لاحظت غصنًا صغيرًا مكسورًا يتدلى من إحدى الفروع، وكأنه يتألم. اقتربت منه بحذر، ولمست طرفه بلطف، وهمست: "لا تخف، سأعتني بك." شعرت وكأن الغصن ارتجف من الامتنان.
أخذت حنين الغصن وزرعته في وعاءٍ جميلٍ ملئ بالتراب الطيب. سقتها بالماء كل يوم، وتحدثت إليه كما لو كان صديقًا لها. كانت تحكي له عن أحلامها، عن ضحكات الأطفال في المدرسة، وعن الفراشات الملونة التي تحلق في الحديقة. كانت تبتسم له، وتغني له، وتنتظر أن ينمو
وبمرور الأيام، بدأ الغصن ينمو، وأصبحت له أوراقٌ خضراء نضرة. أطلقت عليه اسم "شجرة الدر"، لأنها كانت تزهر كاللآلئ في الصباح. كانت الشجرة الصغيرة تستمع إليها بكل حب، وكأنها تفهم كل مشاعرها. وكلما حزنت حنين، كانت تجلس بجانبها، فتشعر بالراحة وكأنها بين ذراعي أم.
في أحد الأيام، تعرضت حنين لموقفٍ مؤلم في المدرسة، جعلها تبكي بحرقة. ركضت إلى شجرة الدر، واحتضنت جذعها، بينما كانت الرياح تهب بلطف على أوراقها. وفجأة، سقطت ورقةٌ ذهبيةٌ جميلة في حضنها، وكُتب عليها: "أنتِ قوية مثل جذوري، ورقيقة مثل أزهاري. لا تدعي الحزن يغلبكِ."
ذهلت حنين من هذه المعجزة! كيف كتبت الشجرة لها رسالة؟ هل كانت تحلم؟ لكنها شعرت بدفءٍ حقيقي في قلبها. من ذلك اليوم، أدركت أن شجرة الدر ليست مجرد نبتة، بل هي صديقةٌ سحرية تحمل قلبًا يحبها. ازدادت ثقتها بنفسها، وصارت أكثر شجاعة في مواجهة التحديات.
في ليلةٍ قمرية، استيقظت حنين على صوت همساتٍ لطيفة تُناديها. نظرت من نافذتها، فوجدت أغصان الشجرة تمتدّ نحوها بلطف، وكأنها تطلب منها الخروج. ارتدت معطفها وخرجت إلى الحديقة، حيث وجدت الشجرة تتألق بضوءٍ خافت، وأوراقها تتحرك وكأنها تُناديها.
جلست حنين تحتها، وفجأة، أحسّت بأن جذور الأرض تتراقص من حولها، وبدأت رؤيةٌ غريبة تظهر أمام عينيها. رأت غابةً عجيبة، حيث الأشجار تمشي وتتحدث، وأوراقها تلمع كالنجوم. كانت هناك أشجارٌ حكيمة بأعمارٍ طويلة، وأشجارٌ صغيرة تلهو مثل الأطفال.
قالت شجرة الدر: "هذا هو عالمنا الخفي، حيث نعيش بقلوبنا وليس بأجسادنا فقط. نحن نتحدث بلغة الريح، ونسمع من خلال جذورنا أخبار الأرض البعيدة." ثم أشارت إلى شجرةٍ عجوز متشعبة الفروع: "تلك هي الجدّة سنديانة، تحفظ قصص كل من مرّ من هنا."
جلست حنين تحت ظل السنديانة، وبدأت تسمع حكاياتٍ مدهشة: عن زهرة الحياة الذهبية التي تظهر كل مئة عام وتمنح شفاءً خارقًا، وعن النبتة الراقصة التي تُساعد الطيور الجريحة على الطيران مجددًا، وعن نباتاتٍ سامةٍ تختبئ بين الأعشاب المفيدة.
ثم انحنت شجرة الدر نحو حنين وقالت بصوتٍ جادّ: "لكن عالمنا في خطر، فبعض البشر يقطعون أشجارنا بلا رحمة، ويُجففون أنهارنا. نريد منكِ أن تُخبري الآخرين بأننا لسنا مجرد خشب وأوراق... نحن أحياء، نحب، ونشعر."
دمعت عينا حنين، ووعدت الشجرة بأنها ستُخبر الجميع عن سرّ الأشجار. قبل أن تغادر، قدّمت شجرة الدر لحنين كتابًا عجيبًا، صفحاته من أوراقٍ ذهبية، تتغير كتابته حسب ضوء القمر، ويحوي وصفاتٍ منسية وأسرارًا عتيقة.
قالت الشجرة: "هذا ميراثنا القديم. ستساعدين به الكثيرين، لكن تذكّري: الطبيعة تختبر القلب قبل العقل." وفي صباح اليوم التالي، وجدت حنين ورقةً ذهبية جديدة تحت وسادتها، مكتوب عليها: "أنتِ جسرنا إلى البشر. شكرًا لأنكِ سمعتِ صوتنا."
من ذلك اليوم، أصبحت حنين تُنادي أصدقاءها وتقول: "انتبهوا! الأشجار تُحبّ، وتتألم مثلنا. دعونا نحميها!" أسست ناديًا للأطفال يُدعى "نادي الشفاء الصغير"، لتعليمهم حب الطبيعة، وصارت وصفاتها أكثر دقة وفعالية.
تعلمت أن تُصغي للنباتات قبل أن تقطفها، وأن لكل ورقةٍ صوتًا، ولكل زهرةٍ رسالة. كانت تكتب وصفاتها في دفترٍ خاص، وتُزينه برسوماتٍ من أوراق الأشجار التي تعرفها. وكان الأطفال يأتون إليها ليتعلموا كيف يصنعون دواءً من الحب.
كبرت حنين، وأصبحت أشهر طبيبة أعشاب في البلاد. لكنها لم تنسَ شجرة الدر، وظلت تزورها كل ليلةٍ قمرية، تهمس لها وتستمع لحكمتها. وكانت تقول دائمًا: "أعظم دواء هو حب الطبيعة... وأجمل سر هو الاحترام بين كل الكائنات."
وفي إحدى الليالي، سمعت صوت شجرة الدر يهمس لها من بعيد: "أنتِ الآن حارسة الأسرار... كما كنتُ أنا من قبلك." نظرت حنين من نافذتها، فرأت أزهارًا زرقاء تنبت حول الشجرة – علامة القبول الأبدي.
ولا تزال القرية تحكي حتى اليوم عن الطفلة التي تتحدث مع الأشجار، وعن شجرة الدر التي تحرس أسرار الطبيعة الذهبية. وكلما مرّ طفلٌ بجانبها، شعر وكأن الشجرة تهمس له: "كن لطيفًا... فربما تكون أنت الحارس القادم."
وهكذا، أصبحت حكاية حنين وشجرة الدر تُروى في المدارس، وتُكتب في دفاتر الأطفال، وتُزرع في حدائق القلوب. لأن الطبيعة لا تنسى من يحبها، ولا تبخل على من يصغي لصوتها الخفي
وهكذا انتهت رحلتنا الصغيرة، لكن الحكايات الجميلة لا تنتهي أبدًا...
في هذه اللحظة المضيئة، أُهدي هذه القصة إلى زهرة قلبي،
حنين 💖
عيد ميلاد سعيد يا أميرتي!
ليكن يومك مليئًا بالضحكات، والألوان، والمفاجآت الجميلة.
كل سنة وأنت تكبرين في الحب، في الذكاء، وفي الحنان الذي يملأ الدنيا دفئًا.
أنتِ النور الذي يضيء أيامي، والحلم الذي تحقق في أجمل صورة.
فلتكن كل سنة جديدة بداية لحكاية أجمل، ومغامرة أروع، ونجاح أكبر.
من بابا...
كل عام وأنتِ بخير يا حنين 🌟.

معلومات مصدر القصة 
الكاتب : الاستاذ محمد طه من دولة السودان

الاستاذ احمد مهدي
الاستاذ احمد مهدي
الاستاذ احمد مهدي كاتب مقالات ، احب التدوين ، واحاول بكل جهد ان اقدم لكل الطلاب ما هو مفيد لهم واتمنى لكم دوام النجاح والتوفيق محبكم الدائمي ( احمد مهدي شلال ) مقالات منوعه - اخبار تربويه ومنوعه - دروس رياضيات - العاب وترفيه
تعليقات