قصة سجين النفس الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية
قصة سجين النفس الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية
أنا سعيد طالب صف رابع إعدادي في الصباح أذهب الى مدرستي في الصليخ وفي المساء أعمل عامل في مكتبة العم محمود أصارع الزمن لأحقق مااريد .وفي يوم 13/11 كنت أسير بإتجاه مدرستي ذات البناء القديم المتهالك الذي يحوي صفوف لو نظرت اليها لوجدت كل مكان وزاوية فيه يتكلم عن ذكرى من سكنها والآﻻم التي تكبدوها للوصول الى أهدافهم .وماان وصلتُ حتى إستقبلني صديقي عيسى بالحضن والقبلات كونه صديق الطفولة ،ثم قال لي هامسًا بأذني لقد فتحوا باب الغرفة المشؤومة !!؟؟ قلت: ماذا لااصدق كيف هذا؟؟ هذه الغرفة أغلقت منذ حدوث الجريمة البشعة لاستاذ صفاء .فكيف يفعلون هذا الامر ويتجرأون على فتحها بعدما حدث ماحدث !!!؟؟ عيسى: لقد مر زمن طويل على حادثة أستاذ أكرم . وقيدت القضية ضد مجهول .سعيد بغضب:مجهول وانت تعلم حقيقة ماحدث ؛ لقد رأيت كيف إن المروحة سقطت على رأسه وكلنا نعلم إن هذه الغرفة تحوي الكثير من الاسرار والارواح الشريرة لكن الجميع سخر منا ومن أفكارنا .عيسى : لاتغضب ودعنا نرى ماذا سيحدث اليوم بعد أن جاء الى مدرستنا مدير جديد ؟؟ سعيد : ماذا مدير جديد ؟؟ قال عيسى نعم. إنه والد عامر الذي كنا نسخر منه ومن لسانه الذي يلفظ حرف الراء بطريقة مضحكة .سعيد : أنت وأصدقائك من سخروا منه ولست أنا .نظر الى وجهي عيسى وقال لي : أنت ملاك بصفة بشر والله مرت السنون ولم نشعر بك كطالبٍ بل كأب ،وأخ معيناً لنا رغم ظرفك الصعب .سعيد: الحمد لله كل إنسان خلق لمايسر له.وكل إنسان مهيأ ومتيسر لطبيعة الخلق التي خلقه الله عليها، إما للسعادة أو للشقاء . لذلك، يجب على الإنسان أن يعمل ويبذل الأسباب، ولا يتواكل على قدره، بل يجتهد في أعمال الخير، فمن كان من أهل السعادة يُيسّر له عمل أهل السعادة، ومن كان من أهل الشقاوة يُيسّر له عمل أهل الشقاوة، مع وجوب الإيمان بأن الله عالم بكل شيء وقدر كل شيء قبل خلق السماوات والأرض .نظر عيسى اليه قائلاً له : لااستطيع أن أتناقش معك لأنك تفوز دائماً بالحوار الذي نتحاور به .ضحك سعيد قائلاً: بل أنت من تراني كما تتخيلني ولاتحب النقاش والتمعن في التفكير.أُ غلق الحوار وسار الاثنان نحو فصلهما ليبدأ اليوم الاول لهما.ومرت الساعات ولم يسمعا بحدوث اي حادثة في المدرسة وشكرا الله على مرور هذا اليوم بخير ولم يعلما بأن أقدار السماء عندما تأتي لايمنعها شيء أبداً. وبعد انتهاء الدوام ،خرج الجميع وأغلقت باب المدرسة الا بابُ الغرفة المشؤومة تركت حالها حال الاخريات .وذهبا الاثنان الى البيت وكل واحدٍ منهما محمل بواجبات ٍ كثيرة .وبعد الوصول الى البيت والسلام على والدته قال سعيد: أمي سوف اذهب لاستحم بعدها أقرأ جيداً لان هناك الكثير من الواجبات التي يجب أن أُكملها لانني في الساعة السادسة أذهب الي المكتبةِ فهلا تسمحين أن تعدي لي بعض الطعام ياامي.الام سناء: بكل سرور الغداء تم تجهيزه ويطلب الاكل لمن يرغب به ثم ضحكت وضحك سعيد ،ودخل الحمام وبعد ربع ساعة خرج ليجد الطعام على المائدة وبمختلف الاصناف توجه نحو والدته وأخذ يدها وقبلها وقال لها:
أمّي يا حبّاً أهواه يا قلباً أعشق دنياه
يا شمساً تشرق في أفقي يا ورداً في
العمر شذاه يا كلّ الدّنيا يا أملي
أنت الإخلاص ومعناه ماذا أهديك
من الدّنيا قلبي. أم عيني أمّاه
وهناقالت الام سناء: لولا وجودكم لما إستطعت العيش في هذه الدنيا فأنتم سبب حياتي وأملي .قبل سعيد وجنتها وبدأ يأكلُ مستأذناً منها لان الوقت قد يداهمه وقد يعرضه الى الملامة من صاحب المكتبة.وبعد الانتهاء توجه الى غرفته وبدأ بارتداء ملابس العمل الشاق . وبعد النزول توجه نحو مكان وجود الام حاضناً إياها مقبلاً يدها .وهكذا ودع سعيد والدته وغادر الى عمله .وبدأ يخطو نحو مكان عمله خطوات تسابق الرياح ليصل سريعاً قبل أن يأتي صاحب العمل وفجأة .. شعر أن هناك من يسير خلفه ،فنظر فلم يجد شيئًا ،وبدأ السير مرة أخرى وهنا سمع صوت يقول له بصوت خافت: لوكنت مكانك لماذهبت بل توجهت نحو الثروة الحقيقية التي لايعلمها الا أنت ؟؟!! وهنا ... شعر سعيد بالخوف والفزع ونظر الى الخلف مرة أخرى فلم يجد غير فراشة صغيرة بيضاء اللون وأعاد نظره الى الطريق مرة أخرى بعد أن ذكر الله وبدأ يتلوا (سورة الايلاف) وهنا تقدمت الفراشة منه وأصبحت ملازمة له وتهمس بأذنه فلم يتحمل الموقف وخر ساقطاً على الارض .ومرت الساعات وسعيد مغمى عليه وهنا ... رن هاتفه فأيقضه من غفلته فجلس ونظر الى نفسه والدماء على قميصه وسرواله ،فجفل من المنظر لانه لا يتذكر ماحدث له وهنا أجاب عن المتصل ليعرف ماحدث له، وإ ذا به صاحب المكتبة يوبخه على تأخره .لكن سعيد وضح له ماحدث ،فقال له صالح صاحب المكتبة : لاتذهب الى البيت تعال الى المكتبة لاراك ولاتأكد من إصابتك فقد تكون خطرة يابني .وهنا قال سعيد:نعم ياسيدي لان عودتي للبيت تجعل من الامر اكثر تعقيداً كون أمي تخشى علينا جميعاً .وهكذا توجه سعيد لاكمال الطريق وهنا باغتته الفراشة مرة أخرى وهمست بأذنه فبدأ يركض بسرعة الى أن وصل المكان المقصود والفراشة تطير معه وتلقي بكلماتها كالنار لو إستمع اليها وطبقها.وهنا.... ظهر صالح والسبحة في يده اليمنى التي لم تفارقه أبداً وماإن شاهد سعيد والدماء تغطي ملابسه حتى ركض بإتجاهه مسانداً له قائلاً له: الحمد لله إنك بخير لقد قلقت عليك كثيراً.وهنا بدأ سعيد بالاستناد على كتف صالح وقال له: أرجوك أنقذني ارجوك ياسيدي . وبدأ سعيد يروي له ماحدث مشيراً بإصبعه نحو الفراشة البيضاء ،وماان رأها صالح حتى بدأ التحدث معها قائلاً لها: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم" و"أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق .وهنا قالت الفراشة لصالح: لاتخف لست من الجان بل أنا ملك صالح أحاول أن أقدم الخير لسعيد .نظر الاثنان اليها قائلان لها: ولماذا تقدمين الخير له وكيف نعلم إن كلامك فيه من الصدق مايجعلنا نسير خلفه ؟؟الفراشة : أرجو أن تسمحا لي بالعودة الى وضعي الطبيعي !! صالح : حسناً. حسناً وهنا ظهرت صورة أمراة تحمل أجنحة جميلة لكن جسمها وشكلها كان عبارة عن إنسية وليس ملاك .وهنا قالت لهم: أنا أسمي( أنجيلا ) ملاك الامن والامان للشخص الطيب المؤمن الخلوق .وهنا نهض الاثنان بإستغراب وذهول قائلان لها : وماالذي تستطيعين أن تقدميه لنا.قالت له: لقد ذكرت لك في طريقك الى هنا ،أن تتوجه نحو الطريق الصحيح الا وهو طريق المدرسة وأن تقصد (غرفة استاذ أكرم ) .سعيد: وماالذي تحويه هذه الغرفة غير الالم والحزن على من كان مُؤْثِر ويفضل الغير عن نفسه .لقد قتل مظلوماً حقاً . وهنا قالت الفراشة : الاتريد أن تعرف ماالذي حدث له بالضبط ؟؟ سعيد : وكيف لي القدرة على دخول المدرسة وهو أمر يفترض الامتناع عنه !! هنا قالت الفراشة : أنا هنا لأوجهك وأوضح لك طريقة الدخول ؟؟ وهنا نظر سعيد الى صالح وفي عينيه سؤال واحد الا وهو هل أذهب وأنفذ كلام الفراشة ؟؟ وكان جواب صالحٍ بالموافقة فورا والتوجه الى هناك .وبدأ سعيد يسير بخطوات سريعة تصاحبها الحيطة والحذر ،وماان وصل الى المدرسة حتى توجهت اليه الفراشة قائلة له: خذ من هذه النقاط الذهبية المرسومة على جناحي وضعها على رأسك سوف تصبح مثلي .وفعلًا أخذ منها بعض النقاط وهنا.... تحول الى فراشة جميلة وبدأ الطير والذهاب الى المكان المطلوب وخلال ساعاتٍ وصلا الى المدرسة ودخلا متوجهان الى الغرفة المشؤومة وماإن وصلا حتى طلبت الفراشة من سعيد مسح ماوضعه من نقاط ٍ ذهبيةٍ من وجنتيه وفعلاً نفذ أمرها وما أن فعل ذلك حتى عاد كما كان وبينما كان يتحدث معها لتعود كما كانت قرب المكتبة لاحظ وجود رجل شفاف ينظف الغرفة .فلم يستطع أن يتحمل مارأى فقد سيطر عليه الخوف لدرجة شعر إن قدمه لاتستطيع حمل جسمه وهنا.... قالت الفراشة له : لاتخف أنها روح الاستاذ أكرم أستاذك القدير الذي أ حببته كثيراً .وهنا قال الرجل الشبح له: مرحباً ياسعيد .سررت بقدومك .كنت أتمنى حضورك منذ فترة طويلة وطالما أرسلت لك الرسائل لتأتي لكنك لم تفهمها .لكن سعيد لم يستطع الاجابة لشدة خوفه وهنا ..، تدخلت الفراشة قائلة له: ياسعيد تقدم فأنا معك ولاتخف أبداً فأنت إنسان صالح والصالحون يرعاهم الله .وبدأ سعيد يتقدم خطوات نحو الشخص الشبح ذاكراً بعض الايات للاطمئنان ،وماان تقدم حتى بدأ بالسؤال عن سبب الحادث ولماذا إختاره بالذات لرؤيته وماهي الرسائل التي بعثها له ولم يعلم بها؟؟ وهنا ضحك ألاستاذ أكرم قائلاً له: على مهلك ياسعيد .سوف أجيب عن أسئلتك واحداً تلو الاخرى .أما سبب الحادث فهو مدبر من قبل ألمدير الجديد حسام والاستاذ رائد المرشد التربوي فقد إتفقا على الخلاص مني والسبب هذه ... وهنا إستخرج أكرم خارطة متوسطة الحجم وماان فتحها حتى علم سعيد نوع هذه الخارطة قائلاً لأستاذ أكرم انها خارطة القراصنة التي تحوي إسم (خارطة كنز العمالقة الاشداء)تلك الخارطة التي سمعنا عنها في كتاب التأريخ الخاص بنا لكن...؟؟!! اليست هذه قصة خيالية يااستاذ ؟؟ أكرم نعم لكن الخارطة تعود الى ملك اسبانيا الذي كان يضع نصف أمواله في جزيرة الاحزان التي سماها بهذا الاسم كونه حزين جداً والحزن لايفارقه أبداً لكن الطبيب المعالج له أشار اليه بأن يبدأ بإخفاء الذهب والاموال في جزيرة ويجعل الرعية يبحثون عنها ومن يعثر عليها تكون نصف الاموال اليه .لكن الملك خاف على أمواله فوضع خارطة تبين موقع الكنز فمن يعثر عليها يحصل على مابحث عنه ،لكنه أخفى معالم الكنز بطريقة لايعرفها غير شخص فاهم لمواقع الجزيرة .ومرت السنون ولم يجدها أحد ما ومرة وأنا أبحث في أغراض جدي الذي هو عالم تأريخ درس هنا في هذا الصف وجدت صندوق يحوي هذه الخارطة وبدأت الافكار والاسئلة التي تجول في عقلي وخاطري وبدأت بالبحث عن الاجابةومن الاشخاص الذين وثقت بهم هو الاستاذ رائد بإعتباره أقدم أستاذ هنا .وماإن قلت له عن الخارطة حتى تلون وجهه وتغيير وقال لي: إن هذا الصندوق كان في عهدة الملك الاسباني الذي جاء الى هذا المكان وكانت هذه المدرسة عبارة عن حديقة كبيرة لملك العراق فكل زائرٍ يأتي الى العراق يجب أن يستمتع بحدائقها وكان الملك كثير الخروج في الليل مع حاشيته ومرة خرج الملك مع حارسه الشخصي وشاهد أحد جنود ملك العراق حارس الملك الاسباني يحفر في هذا المكان ، واخبر ملك العراق بالامر لكن الملك المذكور أنفاً لم يتخذ أي قرار او تصرف يسيء لجلالة الملك الاسباني بل طلب من الجميع بالهدوء لكن الحذر وماان غادر الملك الاسباني المكان عائداً لداره أمر ملك العراق بالبحث في المكان الذي حفر فيه ملك أسبانيا وهنا الصدمة ،فقد وجد الملك العراقي الخارطة التي سمع بها وقرر ابقائها بنفس المكان لكنه قرر أن يحول الحديقة الى مدرسة جديدة يستفاد منها اطفال الرعية وظل السر مدفوناً الى أن حفر جدك في نفس المكان وكانت القصة قد رويت من قبل الاجداد والاباء لذا وضع جدك الخارطة في وعاءٍ زجاجيٍ وأصبح كنزٌ ثمينٌ لهذه المدرسة في هذه الغرفة .لهذا بدأت الاطماع لأخذها والحصول على مافيها حيث من حق أي شخص التوجه الى أسبانيا وأخبار حاكمها بما وجده ولن يعارضوا أبداً الحصول على الكنز لانهم معروفون بالوفاء بالعهد والصدق في الكلمة .لكن جدك إعتبر وجودها في العراق بحد ذاته كنز وهذا مالم يعجب به الاخرون فقتلوه وقتلوني بعدما علموا معرفتي بالامر كله .سعيد :متفاجئاً بما قاله الرجل الشفاف أكرم قائلاً له : وماهي الرسائل التي بعثتها لي كي أعلم ماحدث لك ؟؟ استاذ أكرم: هل تذكر عندما مررت مرة بإتجاه هذه الغرفة وسمعت الصراخ والانين ؟؟ سعيد :نعم وكنت خائفاً جداً وتمنيت أن تسبقني أقدامي للخروج من هذا المكان قبل أن تفتح يدي الباب فطالما أصابني الفضول ولم أستطع أن أغير هذه العادة الا بعد جهدٍ جهيد .ضحك أكرم وقال له لهذا إخترتك لفضولك لكن لعظمة أخلاقك أيضاً .قال سعيد شكرا أستاذي لكن أكرم قال له: لست بمازحٍ أتذكر الرجل الذي ينظف المدرسة عندما سقط على الارض طلبت من زملائك بالقيام بالعمل بدلاً عنه ولان زملائك يحبونك نفذوا الامر بكل حبٍ وقناعة .اما سبب إختياري لك لأنك تحمل كل صفات الامانة والايثار والصدق وكذلك كون جدك صاحب الفضل في بقائها الى الان في هذه المدرسة بعدما عثر عليها وحافظ عليها. وهنا قالت الفراشة وماذا تريد منه الان ؟؟ قال أكرم : لك الحق في أخذ الخارطة والتوجه الى أسبانيا للحصول على هذا الكنز .وهنا .... نظر سعيد الى كلاهما قائلاً لهما بل لن أكون أقل وطنية من جدي العزيز سوف أذهب بها الى وزارة الثقافة العراقية وهي خير من يحفظ كنوز العراق .نظر الاثنان الى بعضهما البعض وقالا له: لقد أحسنا الاختيار والله وهنا ودع سعيد اكرم بعد أن طلب منه مغادرة المدرسة والعودة الى جسده الذي فارقه لتطمئن روحه وغادر الثلاثة المدرسة وتوجه سعيد نحو المكتبة مخبراً صالح كل الذي حدث له وهنا.... اثنى صالح على سعيد وأخبره بأنه من سيأخذه الى وزارة الثقافة وفعلاً في الصباح الباكر بعد ان أستاذن سعيد من المدرسة توجه مع صالح ودخلا وزارة الثقافة وقابلا وزيرها وماان سمع الوزير بالقصة كاملة حتى ضحك وقال له : وهل تصدق بأن هناك شبح يتحدث معك يابني ؟؟ فقال سعيد : وإن لم يكن هل تستطيع التأكد من هذا الخبر ؟؟ وماان سأل الوزير من السفارة الاسبانية حتى ظهرت الحقيقة وإن ماقاله سعيد كان حقاً وهنا... نظر الوزير الى سعيد قائلاً له: أنت شاب صالح يابني لو كان شخص غيرك تعرض لنفس الموقف لأخذ الخارطة وتوجه الى أسبانيا وأخذ ماكان قد ذكر لكنك فضلت أن تبقى هذه الخارطة تأريخاً لنا لتبرز وتوضح أمانة العراقيين وأخلاقهم وإن كنوز الارض لن تغير أصلهم أبداً.فرح سعيد بهذا الكلام وقال: هذا واجبنا ياسيدي .وهنا أجاب الوزير ومن واجبنا أن نكرمك على أمانتك يابني .وهنا.... نظر صالح وسعيد لبعضهما البعض وبينما هما في حالة ذهول إذ جاء مجموعة حراس يحملون الكثير من الذهب والاموال وقد حملت بأمر حاكم العراق وأسبانيا وهنا قال سعيد للوزير : ياسيدي أشكر لك جميلك هذا لكنني لاارغب أن أخذ أموالاً بدلاً عن أخلاقي وأمانتي اذ أنكم تجعلون عملي هذا ليس له أي قيمة او فائدة ؟؟ في نظري ونظر الجميع ويصبح العمل الطيب لايقدر الا بالمال بينما هو واجب الجميع كما أمر الله تعالى في قوله الكريم:: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [النحل: 97]، وهنا قال الوزير وهذا جزاء الله تعالى وليس جزائنا نحن .وهنا نظر صالح الى سعيد مبتسماً له ومؤيداً لكلام الوزير .فتقدم الوزير نحو سعيد حاملاً بيده الاموال والذهبشاكراً له على أمانته .أما سعيد فقد أخذ هذه الاموال وحمد الله وشكره على هذه النعمة وقدم لصالح بعض من المال تثميناً له لمساعدته في عمل الصواب ،أما والده سعيد فقد كانت سعادتها أكثر بأخلاق إبنها وليس بالاموال والذهب فالاخيرة مصيرها الزوال أما الاخلاق فهي اساس الحياة في الدنيا والاخرة لأنها صفة رسولنا الكريم التي وصفها الله به ومن يتصف بجزءٍ من أوصاف رسولنا الكريم فقد ربح الدنيا والاخرة دون جدال ونقاش .وهكذا كانت لتربية سعيد دوراً في تحقيق السعادة له ولجميع من حوله .
معلومات مصدر القصة
الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية
عزيزي المشاهد لا تترك الموضوع بدون تعليق وتذكر ان تعليقك يدل عليك فلا تقل الا خيرا :: كلمات قليلة تساعدنا على الاستمرار في خدمتكم ادارة الموقع ... ( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )