📁 مشاركات منوعه

قصة أسرار خفية في قافية منسية الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية ودبلوم فني

قصة أسرار خفية في قافية منسية الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية ودبلوم فني

قصة أسرار خفية في قافية منسية الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية ودبلوم فني

قصة أسرار خفية في قافية منسية الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية ودبلوم فني

انا صبي في عمر الاربعة عشر عاماً قصير القامة مجعد الشعر صاحب حواجب كثيفة وعيناي واسعتان بحيث جعلت زملائي يتنمرون  ويسخرون مني بسببها .لكنني كنت أتخذ من سخريتهم حجراً للصعود الى هدفي ومن بين هذه الاهداف كتابة الشعر ،الذي تميزت به كثيراً ورغم معرفة زملائي بإتقاني لهذه الموهبة إلا إنهم كانوا من أشد الناس لي ذماً لاستخدامي لها كوني اعاتبهم بطريقتي وانتقدهم بإسلوبي الذي يعجبني من خلال شعري هذا .وفي يومٍ من الايام وأنا جالس على صخرة تحيطها مياه البحر فأذا بفراشة غريبة الاطوار تحط على أنفي  كأنها ترغب بقول عبارات شعرت بها وبدأ فمي يبحث عن كلمات يولدها الحدث لأعبر عن أجمل الابيات من قصة حدثت فجأة وأسرد أحداثها بشعري المعهود لكن ...؟؟ وأه من هذه العبارة فما إن بدأت بإلقاء الشعر الذي شعرت بأنه شلالات ماءٍ تتدفق من ينبوع في قمة جبل شاهق تسقط بطريقة تجعلك ترى الحياة بعين محب يقع  بغرام فتاة ذات شعر أسود طويل كأنه الليل غطى سواد السماء ليمنع انبثاق الضوء ليبقى الهدوء معلناً ولادة حب نظيف بعيداً عن الجميع . ومرت الساعات والفراشة تنظر لي وتحدثني بعينيها وماان بدأت اذكر الابيات التالية:
فراشة القلب طافت حول أخيلتي ......... وهزت الشوق في روح انفعالاتي
قلت : امنحيني ابتسامات تلملمني ......... وأدخليني إلى دنيا المسرات
 أما ترين بعيني صمت أزمنة ......... إذ تبصرين دموعاً في حكاياتي؟!
وهذه الريشة الحيرى تناشدني ......... لتكتب الحب من بحر المعاناة
 لا تبخلي بحديث واقرئيه ......... على روحي ليضحك منه وجه مراتي !
وهنا سمعت همسات عذبة تحاكي وتطرب أُذني كأنها العاشقة التي لطالما تمنيت أن اشكوى لها أهاتي وآلامي لكن ايقضني نغماتها العذبة عندما قالت لي:بالله عليك يا حسن لاتزد جروحي جرحاً لو إجتمع أطباء الكون ماأندمل ولاطاب من الاذى !! وهنا وقفت أنظر الى مصدر هذا الصوت وأسخر كل حواسي لاتأكد من صاحبة هذه العبارات . وهنا إبتعدت الفراشة ولحظة إسرع من رمش العين ظهرت فتاة قد أبدع من صورها وخلقها لو خاطبت القمر لترك منزلته وقال لها تربعي على عرشك وليس عرشي فقد خلق وصمم لكِ انت .وبين إستغرابي ودقات قلبي تبسمت بفمها الذي يحمل لؤلؤ قد رص بطريقة إتقن صنعها ومن غير الله يصف هذه اللألئ الجميلة ذات الثغر صغير كأنه قطعة سكر صغيرة تتلاشى عند وضعه بقدح الشاي فواح العطر مُعتق .وهنا قالت لي: كم إستغربتك ياحسن وكم تمنيت أن أتعرف عليك !؟ فكلما تجلبك قدمك الى هذا المكان أفتقد شعرك وأتمنى أن أكون أنا صاحبة الابيات التي تذكرها دائماً واليوم إستطعت أن أجعلك تحاورني بشعرك الجميل .حسن: وهل تعرفينني من قبل ؟؟ الفراشة:طبعاً لقد لامست أبياتك شعوري وأحاسيسي فطالما همست لك وتحدثت معك دون جدوى .وهنا... تفاجأ حسن  من حديثها وحوارها وقال لها: لن استغرب فراشة بهذا الجمال أن تتحول الى إنسانة تنطق بأعذب العبارات اذ لم تكن أفضلها لأنها تلامس القلب والعقل .لكن الذي يدهشني إنني أتكلم معكِ كأنك إنسانة حقيقية لم تكن فراشة رغم جمالها لكنها تبقى حشرة ومخلوق ضعيف وكذلك إستغرابي من لساني الذي يتحدث معك بكل ثقة وحب .فماالذي سحرني اليك ؟؟ أهو الجمال ام عذوبة اللسان أم إختيار الوسيلة لايقاعي في شباك عينيك الجميلتين ؟؟ وهنا قالت ماسة أميرة الفراشات :الا تريد أن تعرف كيف تعرفت عليك وعلى أشعارك ولماذا ظهرت لك الان بالرغم من تواجدك في مملكتي منذ أزمان؟؟ حسن: هلمي وأسرعي بسرد قصتك يااجمل من رأت عيني .وهنا ظهر الحياء ملامساً اعلى جبينها تتساقط منه قطرات من الماء خجلاً من نظراته التي تقيد صوتها الحنون ولطافتها المعهودة لكن الذي أعاد ترتيب الاقدار وصلابة الروح وقوف حسن بطريقة جعلتها تشعر بأن الحياء باباً للفشل رغم كماله وقدسيته لكن الافضل اللجوء الى المنطق والعقل وهنا قالت : لقد رأيتك منذ اللحظة الاولى حين جلست تتحدث لجميع الاسماك التي تسبح حولك وكان لصوتك الشديد النبرةو قدرتك على تجسيد الانفعالات والمشاعر المختلفة عبر تنويع نبراتك وتنغيماتك الصوتية، بالإضافة إلى استخدامك الأساليب الصوتية كالتناغم (الإيقاع الصوتي) وتكرار الأصوات للتأثير في المتلقي وأن كان الفضاء واسع وخالي من الانس الا من مخلوقات بسيطة وهنا ...ضحك حسن ولمعت عيناه حتى وصل بريقهما لعين ماسة أميرة الفراشات لكنها تجاهلت هذا السهم الثاقب الذي ينوي إيقاعها وبشدة فأكملت حديثها قائلة: ومرت الساعات وأنا أستمع الى الحانك العذبة من خلال شعرك الطرب وقد تحدثت اليه لكن بطريقتي ؟؟ حسن وماهي طريقتك ؟؟ ماسة :أتذكر حين لامست قدمك بعض الاسماك الصغيرة ودفعتها بقوة ألم ترى شعاعاً مر من خلال الماء الذي كان يتلاطم مع أمواج البحر المحيط بالصخرة عاكساً ضوءأً شديداً جعلت جميع الاسماك  تهرب خوفاً منه ؟؟!! حسن :نعم وقد إستغربت فالوقت كان مساءً .ماسة ضحكت وقالت:لقد علمت إن إجابتك ستكون هكذا والان سوف أتحدث لك عن سر سعادتي بك وانجذابي اليك رغم إن هذا الكلام لايجب أن تقوله ملكة مثلي لكنك تستحق التنازل ، لقد كنت تذكر دائما في أبياتك الشعرية المرأة وتصفها بأجمل الاوصاف وبالرغم مااحمله من جمال لا تمتلكه اي إنسية لديكم لكنني من المغضوب عليهم في مملكتي فقد رفضت أبن عمي الذي كان يسعى الى عمل أفضل الامور التي تصعب على الجميع حبًا بمكانتي وليس حبًا بصفاتي وإسلوبي الذي عرفت به . وهذا ماجعلني انزعج منه وأبتعد عنه رغم حزن أبي وخصامه مني .فقد حاول كثيرًا إقناعي به لكنني رفضت وبقوة وكل هذا كان نتيجة رؤيتي لك فبعد الاشعار الجميلة والوصف البديع والعبارات الرنانة التي تجذب العقل والقلب وقد أسرتني بها فلم أستطع اختيار غيرك ولهذا كنت أسعى للحضور الى الشاطئ واقف على الصخرة التي كنت تجلس عندها لابين مدى انبهاري بسلوكياتك وتصرفاتك الاكثر من مميزة .وهنا قال حسن  هناك سؤال في بالي أعجز عن فهمه ؟؟ ماسة : وماهو ؟؟ حسن : كيف أحقق أمنيتك بالزواج منك وأنت فراشة لا تستطيع البقاء دائما وأبدا مع أي شخص أخر . ماسة؟؟ لقد ذكرت لك سابقا ان هذا سحر تعرضت له وينتهي مفعولة عندما يحبني انسان من كل قلبه وليس مجرد الاعجاب بجمالي. لقد كانت هناك حرب بين ابي وبين ملك اخر كان كل همه الوحيد الحصول على اجمل الملكات والاميرات اللواتي يجعلنه يعيش حياة جميلة وطويلة فكلما تمتع بالسرور طال عمره وصغر عمره لهذا كنت أنا واحدة من السلع التي حاول أن يشتريها من والدي ظناً منه إنني سلعة رخيصة كما يظن .لكن موقف والدي ودفاعه عني ورفضه الخضوع لقوة هذا الملك لان ابي يعلم قدرته على السحر جعل من المشكلة أكثر  تعقيدًا وصعوبة   ولهذا قرر الملك أن يجعل من حياتي وحياة والدي جحيم واول الجحيم تحويلي الى فراشة لااستطيع العيش مع والدي وأهلي وأحبابي الا بأمر منه وثانيا لااستطيع العودة الى وضعي الطبيعي الا من خلال حب عميق يؤمن بي قبل أن يراني .حسن : انا أحببتك منذ اللحظة التي وقفتي على كتفي ، فقد شعرت أن روحًا عظيمة تقف الى جانبي .نظر الاثنان الى بعضهما البعض وغاصا في أعماق بعضهما وفجأة ،ظهر شيء أزرق يمتلك جسماً طويلًا وانسيابياً بلون أزرق رمادي مائل للزرقة تحت الماء. يمكن أن يصل طوله إلى أكثر من 30 مترًا ووزنه إلى 200 طن، أي ما يعادل وزن 30 فيلًا تقريبًا. يتميز بوجود زعنفة ظهرية صغيرة في الخلف، وفك علوي مبطن بصفائح بالينية سوداء تسمح له بالتغذية. يمتلك أيضًا فتحتي نفخ تُستخدمان لإطلاق بخار الماء في الهواء لمسافات تصل إلى 12 مترًا. وهنا قالت ماسة : إنه الساحر ملك الاقدار الشريرة ،إنتبه بالله عليك فلن تستطيع أن تنجو من مكره وحيلته ،أنظر كيف حول نفسه الى حوت أزرق .وهنا بدأ صوت الحوت يُسمع بشكل واضح . وهنا قال حسن:
في بحرِ الظلامِ لهُ سلطانُ
حوتٌ جبارٌ، لهُ قُهْرُ الزمانُ
يبلعُ الشمسَ بفكٍّ مُطبقٍ وإذْ غضِبَتْ عيناهُ، يُفتَتُّ البُنيانُ 
كانَ السفنُ تأتي إليهِ كَغُفْلٍ
فَيُفْنِيها بوَجْهٍ غيرِ مُهانُ
والأصدافُ تُخبّئُ فيها السرَّ فيكشفُها، وتَجري الدماءُ، والأوانُ 
رَأى قِطَراً صغيراً كان يسبحُ
يُناجيهِ اللُجَجُ، والشُّعابُ، وأُفانُ
فأَقبلَ الحوتُ، ببطنٍ مُمتلئٍ وكمْ منْ روحٍ بِهِ ضاعَتْ، وسُفِعَتْ، وحانُ 
فأَطْلَقَ الحوتُ صوتًا مُهْلِكاً
يَسُدُّ أُذُنَ الكونِ، وتضطربُ الأركانُ
فأمسكَ القِطْرُ الرَّجيفَ، وارْتَدَادَا وهَمَسَتْ الأُذنُ السَّمراءُ: "يا لهُ الديانُ!" 
لكنْ جاءَ الصَّباحُ بِنورِ عفوٍ
تَجَلَّى في السَّماءِ، وانْشِقَّ الجَنانُ
فَانْكَسَرَ الحوتُ، وانْحَلَّ جِسْمُهُ وعادَ البحرُ مَهدَاً، وانتهى الطُّغيانُ 
وهنا نظر اليه الحوت غاضبًا قائلًا له: أتظن أشعارك ستحميك مني ؟؟ الاتعلم مقدار قوتي ياهذا!!؟؟ وهنا قال حسن للحوت الازرق : وهل نسيت قوة الله يا كائن خلق بقوة الله وأمره وهنا سجد حسن ومعه ماسة وبدأ يتلوان صلاة العون والرحمة من رب كريم قوي جبار وإذا بلحظاتٍ بدأ البحر يتحرك بطريقة غريبة كأنه غاضب من شيءٍ ما وإذا بالصخرة تتحرك من مكانها وتبدأ بقذف صخورها على الحوت متحولة الى جمرات من النار  ترمى عليه وبين ضرب الصخور وهياج البحر وقع الحوت الازرق بينهما وماان ضعفت قوته حتى أمر الله البحر أن يفتح ويتلاشى الحوت وينتهي ويعود كل شيءٍ كما كان وكإن شيئًا لم يحدث .وهكذا استطاع حسن وماسة القضاء على عدوهما وتمكنا من العيش بسلام وأمان وعادت ماسة الى أهلها مرفوعة الراس ومعها من كانت تتمناه زوجًا لها وماان سمع والدها بما حدث حتى فرح فرحًا كبيرًا وأمر أن يقام عرسًا لهما لم تشهده قصور الارض والجان .وفعلًا تم لهما وأصبح الاثنان جزءًا لايتجزء من بعضهما البعض وأصبح الشعر سببًا لسعادتهما الابدية.
معلومات مصدر القصة 
الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية ودبلوم فني

تعليقات