📁 مشاركات منوعه

كلمة يوم الخميس بعنوان الانتخابات والمشاركة الوطنية يلقيها طالب الإعدادي

كلمة الطالب الإعدادي في الطابور الصباحي عن الانتخابات والمشاركة الوطنية

خطاب وكلمة يوم الخميس عن الانتخابات والمشاركة الوطنية يلقيها طالب الإعدادي

كلمة يوم الخميس بعنوان الانتخابات والمشاركة الوطنية يلقيها طالب الإعدادي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي منّ علينا بنعمة الوطن، وجعلنا نعيش على أرض العراق الحبيب، أرض التاريخ والمجد والأنبياء، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أساتذتي الكرام، زملائي الطلبة الأعزاء، صباح الخير والمحبة والأمل.

اليوم أقف أمامكم لأتحدث عن موضوعٍ كبير، يخص كلّ عراقي غيور على بلده، ألا وهو الانتخابات وأهمية المشاركة الوطنية.
قد يقول البعض إننا ما زلنا طلبة، وإنّ هذا الموضوع يخص الكبار، لكن الحقيقة غير ذلك.
لأنّ الوعي ما له عمر محدد، والمسؤولية تبدأ من اليوم، من مقاعد الدراسة، من فهمنا لوطننا، من حبّنا للعراق.

يا أصدقائي…
الانتخابات مو مجرد أوراق تنحط في صندوق، ولا أصوات تُعدّ وتنتهي،
الانتخابات هي صوت الوطن، هي لحظة يُثبت فيها الشعب أنه موجود، أنه يعرف، أنه يختار، وأنه يريد يصنع التغيير.

"صوتك هو كرامتك، لا تفرّط بيه."

هالكلمة سمعتها من والدي يوم من الأيام، وضلت ترنّ بگلبـي.
لأن فعلاً، كل إنسان بصوته يعبّر عن نفسه، وعن موقفه، وعن محبته للعراق.
إذا سكتنا، غيرنا راح يقرر بدالنا، وإذا شاركنا، نكون إحنا أصحاب القرار.

إحنا جيل الشباب، جيل المستقبل، علينا مسؤولية كبيرة.
يمكن اليوم ما ننتخب، بس بعد كم سنة راح نكون إحنا بالصفوف الأولى، نقرر، نصوّت، نشارك، ونأثر.
فالمطلوب من عدنا اليوم نزرع الوعي بداخلنا، حتى لما نكبر نختار صح، ونصوّت صح، ونبني بلدنا صح.

قال الشاعر معروف الرصافي:
“بالعلم والمال يبني الناس ملكهمُ
لم يُبنَ ملكٌ على جهلٍ وإقلالِ”

وكما يُبنى الملك بالعلم، يُبنى الوطن بالوعي.
فكل انتخابات هي درس جديد في الوعي، في التفكير، في تحمل المسؤولية.

زملائي الأحبّة،
أحيانًا نسمع من بعض الناس كلام مثل:
“ماكو فائدة من الانتخابات، كلهم نفس الشي.”
لكن الحقيقة؟
الفائدة موجودة إذا إحنا عرفنا شلون نختار،
إذا شاركنا بعقل، مو بعاطفة،
إذا اخترنا الناس النزيهين، المخلصين، اللي فعلاً يريدون يخدمون.

"اختيارك مسؤولية، مو مجاملة."

لا تصوّت لأنك تعرف الشخص، ولا لأن قريبك رشّحه، ولا لأن وعدك بشي،
صوّت لأنك تؤمن إنّه يقدر يخدم الوطن، ويخدم الناس بضمير.

ويا ريت نعرف أن الانتخابات مو بس للسياسيين، هي ثقافة لازم نعيشها كل يوم.
لما نختلف باحترام، لما نسمع رأي غيرنا، لما نحترم النظام داخل المدرسة،
هاي كلها انتخابات مصغّرة نمارسها بدون ما نحس.

"ابدأ بنفسك، يكون الوطن بخير."

يعني إذا أنا التزمت، وإذا أنت التزمت، كلنا راح نكوّن وطن واعي ونظيف.
الوطن ما يحتاج شعارات، يحتاج أفعال، يحتاج ناس صادقة،
ناس تحب العراق مو بالكلام، بل بالتصرفات اليومية.

أنا اليوم، كطالب إعدادية، أتعلم إنّ الوطنية مو بس أرفع العلم أو أردد النشيد الوطني،
الوطنية هي أن أكون صادق، أساعد زميلي، أحترم أستاذي،
أحافظ على نظافة المدرسة، وأكون إيجابي بكل تصرف.
هيچ أكون فعلاً مواطن صالح، وجزء من التغيير.

قال الإمام علي عليه السلام:
"صلاح الراعي بصلاح الرعية، وصلاح الرعية بصلاح الراعي."

يعني التغيير يبدأ من الطرفين، من الناس ومن المسؤولين،
لكن حتى نصلح الراعي، لازم الرعية تختار بعقل، لازم الشعب يعرف شلون يميّز بين المخلص والمنافق،
وهذا ما يتحقق إلا بالوعي والتربية، والتربية تبدأ من المدرسة.

يا زملائي…
الانتخابات هي المرآة اللي تعكس صورة المجتمع.
إذا كانت المشاركة نزيهة وواعية، معناها المجتمع متقدم،
أما إذا كانت مبنية على مصالح ضيقة أو تعصّب أو شراء أصوات، فهنا الخلل مو بالنظام، بل بالفكر.

إحنا لازم نكون جيل يرفض الفساد، جيل يؤمن بالشفافية،
جـيل يعرف أن الإصلاح ما يجي بالصوت العالي، بل بالعلم والصدق والعمل.

"من علمني حرفًا صرت له عبدًا."

إحنا تعلمنا من أساتذتنا شلون نكون محترمين، ملتزمين، وواعين.
وهذا الوعي لازم نطبقه بالمستقبل يوم نشارك بالانتخابات،
حتى يكون صوتنا نابع من فهم، مو من تأثير ولا ضغوط.

أتذكر مرة الأستاذ المرشد كالنا بجلسة:
“الوطن مو مكان تنولد بيه، الوطن قرار تتخذه كل يوم.”
فعلاً…
الوطن قرار، قرار أن تبقى نزيه، أن تخدم، أن تساهم، أن تحب.
والانتخابات هي أكبر اختبار لهذا القرار.

إحنا نريد وطن آمن، مستقر، مزدهر.
وما يتحقق هذا إلا بالتعاون والمشاركة.
يعني الكلمة الحلوة، الموقف الصحيح، الصوت النزيه — كلها أشكال من الانتخابات.

قال الجواهري الكبير:
“سلامٌ على هضبات العراق
وشطّيه والجرف والمنحنى”

هذا السلام لازم يكون فعل، مو شعر.
نحافظ على نهرينا، على أرضنا، على كرامتنا، على صوتنا.
الانتخابات هي واحدة من الطرق اللي نحافظ بيها على هذا السلام.

زملائي،
خلّونا نكون الجيل اللي يُغيّر النظرة السلبية.
جيل يشارك، جيل يثق بنفسه،
جيل يعرف إن الإصلاح مو حلم بعيد، بل خطوة نبدأها من أنفسنا.
كل واحد من عدنا عنده دور، حتى لو صغير.
لأن العراق ما ينهض إلا بأبنائه، وبوعي شبابه.

"من لا يزرع، لا يحصد."

إذا ما نزرع اليوم وعي، ما نحصد بكرة استقرار.
وإذا ما نشارك، نترك المجال للي ما يستحق.
فإحنا لازم نكون حاضرين، فاعلين، مثقفين، نعرف مسؤوليتنا.

وأختم كلمتي بكلمات بسيطة من قلبي:
يا عراق، إحنا أولادك، نحبك رغم التعب، رغم الجراح،
نحبك لأنك أصلنا، لأنك بيتنا، لأنك كرامتنا.
راح نكبر ونصوّت ونعمل ونخدمك بكل طاقتنا،
وراح نخلّي رايتك تظل عالية مثل الشمس ما تغيب.

“يبقى العراق رغم الوجع،
مثل النخلة… واقف، ما ينكسر.” 🌴

اللهم احفظ العراق وأهله، وامنحه الأمن والاستقرار والوعي،
واجعلنا من الجيل الذي يُصلح ولا يُفسد، ويعمل ولا يكسل، ويشارك ولا يعزف.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تعليقات