📁 مشاركات منوعه

قصة دروب الامان تتلألأ في الظلام الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية ودبلوم فني

قصة دروب الامان تتلألأ في الظلام الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية ودبلوم فني

القصة بعنوان دروب الامان تتلألأ في الظلام تأليف المعلمة الجامعية سوسن لطيف حسين

قصة دروب الامان تتلألأ في الظلام الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية ودبلوم فني

كانت هناك فتاة متوسطة العمر في المرحلة الثانية لكلية الطب وكان كل همها أن تكمل سنتها وهي بأتم خير وراحة واستقرار وأمان ،لكن الايام دول لاتحب أن يتعود الانسان على الراحة ابدا .فكما ذكرها الله تعالى بأنها دار إختبارٍ وإبتلاء اذ قال سبحانه وتعالى :(إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا * وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا" (الكهف: 7-8). وتؤكد أيضًا آيات أخرى مثل "خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا" (الملك: 2). على ان الدار فيها الشقي وفيها السعيد وكل ميسر لامره لذا كانت ( مها )طالبة الطب تعافر في هذه الدنيا لتحقق حلم والدتها المريضة التي كانت تشقى في عملها كي تحقق لها لقمة العيش لكن أفات الدهر أكل منها وشرب .ومرت الايام ومها تخرج من الصباح الباكر لتعود في منتصف الظهيرة لتعالج امها المقعدة وترتب حاجياتها وتؤدي ماعليها من أعمال .وبينما هي في يوم من الايام جالسة تنظر الى حديقة الدار ،اذ بحمامة صغيرة تسقط على الارض وماكان من مها الا ان تركض مهرولة لانقاذ فرخ الحمامة الصغير ،وفعلا اخذته الى داخل البيت وبدأت تهتم به حيث اعدت له مكانًا للنوم وبدأت تطعمه بيديها متناسيه قلب الام لإبنها الصغير فقد كان جل همها انقاذه من الموت وما ان استقرت حالته حتى اطمأنت عليه .وفي اليوم التالي بعد خروجها من البيت وجدت حمامة كبيرة تتجول بشكل يثير الشفقة كأنها تقول للجميع :لقد كسر قلبي وفجع بفقد اغلى الناس لي ،فهلا ساعدتموني لاجده بالله عليكم . وبين تفكير مها ولوعة الام نادى منادي المسجد بالصلاة وترك كل شيء والتوجه للمسجد لاداء الواجب وبينما مها تقرأ بعض الايات واذا بتلك الحمامة تتوجه نحو مها التي تسير وبقربها حفرة فيها بعض الماء وعين الحمامة تنظر للماء بلهفة لتخبر من يراها مقدار حرقة قلبها بسبب بحثها عن ابنها الغالي .وماان تقربت من الحفرة حتى رأت مها اصبحت قريبة منها فما كان منها الا ان تقف وقفه غريبة تعبر عن رغبتها بشرب الماء وخوفها من البشر فقد وضعت جزءا من قدمها قرب الحفرة والجزء الثاني بعيدًا عن الحفرة كأنها مستعدة لحماية نفسها في حالة الخطر .وهنا ....!! نظرت مها نحوها بكل حنية قائلة لها :اطمئني ياعزيزتي وارتوي بقدر عطشك فأنت في مأمنن هنا  . وكانت تحدثها كأنها تحدث شخصًا يفهم لهجتها ولغتها ،وهنا ظهرت المفاجأة !! اذ بدأت الحمامة تحرك رأسها مشيرة بفهم كلام مها وبدأت بتناول الماء بطريقة تشعرك أن الامان ساد المكان ولن يقلقها شيء ابدا ، وبعد الانتهاء نظرت الحمامة الى مها وكأنها تشكوى همها لها فما كان جواب مها لها الا بتحريك رأسها قائلة لها:نعم إنه معي لاتشعري بالقلق أبدًا فقد سقط على الارض وإستطعت أن انقذه بسرعة الريح .نظرت الحمامة اليها ولم تعرف كيف تشكرها ولكن الاغرب طريقة شكرها لها حيث بدأت بتمزيق بعض الريش من جسدها وتجميعها بمكان واحد لتعبر عن شكرها وامتنانها لمها ذاكره لها بطريقتها مقدار شغفها لرؤية وليدها اولا ومقدار شكرها وأمتنانها لما قامت به من عمل طيب يكافئها الله به .وبين حديث الاعين ونقاش العقل كان هناك شاب ينظر خلف شجرة كبيرة مستغربًا ومحبًا لهذا الحوار حاملًا جهاز الهاتف ليثبت عظمة الموقف وجماله  وإنسانية هذه الفتاة التي رغم عملها الذي عرف عنه بالقساوة لما يستخدمون من الات التشريح في الانسان والتقطيع لجسمه الا ان هناك نقطة بيضاء تستقر في القلب تقول نحن روح طيبة نتعامل بشريعة الله وروح الحياة التي تسيرنا لانسرها وتبقى واضحة للجميع عند المواقف الصعبة دائمًا وابدا.

معلومات مصدر القصة 
الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية ودبلوم فني

تعليقات