📁 مشاركات منوعه

قصة عين تلمع في الظلام الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية ودبلوم فني

قصة عين تلمع في الظلام الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية ودبلوم فني

القصة بعنوان عين تلمع في الظلام تأليف المعلمة الجامعية سوسن لطيف حسين

قصة عين تلمع في الظلام الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية ودبلوم فني
انا حامد ضابط في الجيش العراقي دائما مااكون في الجيش عند الساعة الرابعة لاجهز المراتب وأتاكد من حضورهم والاستعداد لأي حادث غادر لاسامح الله ،ومرة وأنا متوجه الى مقر عملي وأنا راكبًا سيارتي اذ بأمرأة قد حملت من الحسن مايجعلك تنظر اليها وتتمعن بجمالها الذي يثلح القلب والصدر وأنا ابصر الى خطواتها تتقدم نحو سيارتي العسكرية حتى بدأ الجنود بتوجيه السلاح نحوها قائلين لها بالامر أن تتوقف وأن لاتتقدم خطوة اخرى والا سوف تكون جثة هامدة ،لكنها لم تنفذ الامر مازالت تتقدم خطوة اسرع من الاخرى وهنا قلت لسائق السيارة خفف سرعتك وترجل منها وتوجه نحوها وأمرها بالتوقف لكن لاتحمل عليها سلاحًا يفزعها ،هل هذا الامر واضح لكَ ؟؟ أجاب بكل طاعةٍ :نعم ياسيدي .وفعلًا نفذ الامر ،وما ان ترجل  وخرج من سيارتي متجهًا نحوها حتى بدأت بالركوع قبل تكلمه ، راجيةً بمساعدتها ،وهنا.... كشفت عن ساقيها واذ الدماء تسيل منها .وماان سألها عن السبب حتى رأني فوق رأسه قائلًا له :إتصل بالاسعاف قبل أن تموت .وبين تنفيذ الامر وإستغرابه من موقفي إتصل علاء بالاسعاف .وهنا قال لي :سيدي سوف يأتون لكن الطريق فيه بعض العوائق ،فقلت له : اجمع زملائك وأحملها وأدخلها في سيارتي ،وكن حذرا من السياقة .وماان وصلنا الى المقر حتى تفاجأ الجميع فكيف بإمرأة تأتي الى مقرنا وبسيارتي .وهنا أمرت الجميع بالانتباه وعدم الخوض بما لايخصهم وأمرت علاء ومن معه ان يدخلوا المرأة الى غرفة الطبيب المعالج للجنود على أن يكونوا حذرين من الاساءة لها او النظر اليها نظرة تسيء لسمعتنا وسمعتها .وتم لي الامر وبعد ساعات ،حضر علاء وبلغني أن الطبيب المعالج قد نجح في علاجها ،فقلت له :علاء إتصل بالاسعاف وبلغهم ماحدث وكن شاكرًا لصنيعهم .وبعد الانتهاء من كلامي نفذ علاء ماامرت به .وبعد فترة نصف ساعة ظهرت الفتاة بوجهها الجميل متجهه بإتجاه غرفتي ،بعد أن علمتُ إنها سألت علاء عن مكاني وهنا قالت لي : مرحبًا ياسيدي اعتذر من ازعاجك لكنني جئت شاكرة ً لك لما فعلته لي ،وأتمنى أن أرد لك هذا المعروف الان او بإي وقتٍ كان على ان لاتتعرض لمكروه ابدًا .شكرتها وطلبت من علاء أن يذهب بها الى المكان الذي ترغب اليه ،فقالت : ارغب بالعودة الى أهلي فإنهم قلقون لتأخري الان بالتأكيد .وماان نَظرتُ الى الجندي علاء حتى فهم ماهو مطلوب منه ،وفعلًا تم الامر وبينما هو يساعدها في النزل اذ بسيارة مسرعة حاولت قتلها ،فسحبها بإعجوبة لينقذها ،وبين صمت اللحظات التي مرت بي لم أشعر الا والهاتف يرن وعلاء يطلب نجدتي ،وبعد تهدئته تحدث لي بما حدث ،فقلت له مطمئنًا له بإنه قد يكون حادث وهمي وأن ماحدث سرعة السائق او تناوله لمادة مسكرة او اي شيء ، وذكرت له أن يتصل بالعقيد محمد ضابط شرطة المنصور مكان وقوع الحادث بعد أن منحته الرقم الصحيح له ،وقلت له ان يخبرني عما يحدث بعد اللقاء ،وفعلاً تم اللقاء والتقى الضابط محمد بملاك وهكذا كان إسمها ومثلما تركت أثر في نفسي تركت نفس الشعور والاثر مع محمد بفارق اقوى .فمحمد رجل يحب النساء الجميلات ويعتبرهن الراحة والنعمة التي تأتي بعد مصاعب الحرب ومفاجئاتها ،وبعد التحقيق تبين إن هذه الفتاة تعود لعائلة كبيرة وقد سرقها مجموعة أشخاص لغرض الفدية لكن شجاعتها جعلت الخطة والامور تنقلب ضدهم ،فقد إستطاعت ان  تقتل ثلاث اشخاص منهم لكن الاخير لم تستطع قتله لذكائه لكنها إستطاعت أن تلذ بالفرار منه بحيلة ذكية ،فبعد ان خدعت زملائه بجمالها حاولت أن تخدعه هو الاخر لكنه كان اذكى منها ،ولأن كل إنسان نقطة ضعف عرفت ملاك نقطة عدوها الا وهو ضربه على رقبته التي سببت غيبوبة لديه مما جعلتها قادرة على الهروب ،لكن للاقدار دور تلعبه مع من يعاديها فما كان من هذا المجرم الا الاستيقاظ والبحث عن ملاك رغم الدماء التي تسيل منه وماان وصل اليها حتى بدأ برمي بعض الطلقات بإتجاهها فأصيبت بإاثنتين في قدمها مما جعلها تركض بإتجاه اي مركبة تنقلها قبل أن يصل اليها ،وفعلًا تم لها ذلك ،وبعد هذا ذكرت له كيف وجدت سيارتي وإستنجدت بي وتم إنقاذها وهنا نظر محمد لها قائلًا: ولما هذا الصراع الدامي تجنبيه من خلال اختيار نصيب يعينك على هذه الدنيا ،وهنا سكتت ملاك لكن عينيها قالت الكثير من العبارات الحزينة المؤلمة ،وبقوة شعرت هناك يد تسحبها باتجاه سيارته وماان رفعت عينيها حتى وجدت حامد وهو غاضبا منها معاتباً أياها بنظراته القاسية ملوحاً لها بالصعود ،وبين نظرة عتب ونظرة فرح وخجل صعدت ملاك السيارة متجهين الى اهلها وماان وصلوا حتى بدأت بالبكاء حين وجدت والدتها ووالدها وبعد اداء واجب الضيافة قالت الام لحامد: الان اود ان اشكرك لما فعلته لنا فلولاك لما استطعنا رؤية ملاك مرة اخرى .نظرت اليها وعيني تقول قبل لساني بل انا الذي اشكركم لأن لكم وردة رائعة اقل مايقال لها في بستان همله صاحبه ،وهنا نظر الاب بإتجاهي قائلاً لي : لا والله يابني بل الظروف أجبرت هذا البستان على تجاوز رعاية هذه الوردة لكن الخطأ وارد والتصحيح واجب ومرت الساعات وحامد يتناقش معهم كيفية علاج اخطاء الماضي والحفاظ على ملاك وهنا خطرت فكرة له وقال: لدي فكرة لن تخطر على بال أحد ابداً وتحمي ملاك من الخطر !! قلت لهم لماذا لا نجعلها تصف القاتل وبهذا يعمم بكل مكان والشرطة كفيلة بقتله او القاء القبض عليه ،وهنا قالت ملاك : لقد أخذ الضابط محمد مواصفاته وفعل ماذكرت بالتحديد وطلب مني الانتظار لحين القاء القبض عليه وبين كلماتها التي كانت تنطقها وصوت عصافير بيتها سرحت في نغمات صوتها العذبة مفكرا بطلب يدها من أهلها فهذه خير فرصة لي ولها مادام قلبي يشعر بقبول من طرفها .وهنا... نظرت الى والدها قائلاً: ياعم ارغب بخطبة ابنتك ملاك وان تكون زوجتي الصالحة باذن الله فهل تقبل ؟؟ سكت الجميع متفاحئين من هول الصدمة واخترق هذا الصوت كلام والدها قائلاًلي : ياولدي من يرفض انسان يقدم روحه خدمة لوطنه ولشعبه لكن الامر ليس بهذه السهولة ،انت تعلم المصيبة التي نحن فيها واخاف عليك من تعرضك لمشاكلنا وهذه تؤثر على حياتك ومستقبلك ولاتنسى اهلك ايضاً فإن لرأيهم دور في الرفض والقبول من بعد إذنك طبعاً.قال حامد بل اشكر نبل أخلاقك هذه فالكثير من الناس لايهتم بموافقة الاهل بل اهم شيء لديهم هو الشخص ومايملكه .نظر والد ملاك قائلاً لي :  يابني الرجال تظهر في الشدائد ولمثلك قلة في هذا الزمن والله.لكني كما ذكرت لك هي لك ان رضوا أهلك بها.ابتسم حامد ونظر الى ملاك والشوق يملئه قائلاً لها: سوف اضع بعض الحراس لحمايتكم الى ان اجد حل لمشكلتنا ،وهنا نظرت ملاك اليه وظهر لمعان في عينيها جعل حامد يشعر بأن قلبه قد إشتعل عشقا ًبها لكن إحترام العادات سيطرت على المكان وهنا نهض حامد مودعاً الجميع تاركاً مجموعة من الجنود حول جهات البيت المختلفة.وبدأ حامد إتصالاته ليحل مشكلة ملاك وبعد ايام رن الهاتف على حامد وكان الرقم مجهولاً وهنا ظهر صوت خشن يتحدث بقسوة قائلًا : هل تتصور إن بتصرفك هذا تستطيع أن تنقذها بعد ماعلمت سرنا وقتلت اعز الناس لي ؟؟؟ لن اسامحها أبداً ومن يقف معها مصيره مثل مصيرها وهذا أمر لا جدال فيه .واذ بحامد يتكلم وكأنه ملك الكون بيده قائلًا : لن تستطيع ان تمس شعره منها ولو أنت تظن نفسك بالذكاء والدهاء الذي تعتقده فمعي سوف تتساقط الافكار والمخيلات التي تظنها سهلة التطبيق .وهنا..... أُغلقَ الخط وبدأ حامد بالاتصالات لمعرفة مصدر الهاتف وفعلاً إستطاع بعد البحث الوصول الى المكان وبالسرعة القصوى وصل الجيش لكن واهٍ من هذه الكلمة وحروفها فقد تم إخلاء المكان ،لكن البحث جاري عن مصدر الصوت وفجأة ... رن هاتف حامد وصوت ملاك يرتعد قائلاً :لقد قتلوا والدي ياحامد وخطفوا امي والجنود متساقطة في كل مكان ارجوك توجه نحو بيتنا حالاً .وبين سياقة سريعة وضجيج الشرطة والجيش بعد ان طلب منهم حامد الحضور خلفه وسيارات الشرطة التابعة لشرطة المنصور وبعد ان وصلوا المكان وجدوا الجثث في كل مكان وملاك تجلس على ركبتيها والدموع لم تفارقها والدماء تسيل من وجنتيها وهنا قفز حامد مسرعاً اليها وماان نظرت اليه حتى قالت له لااعلم هل ان نصيبي هو الذي دفعك لاكون أمامك ام نصيبك انت وبدأت تبكي بقوة حتى ان أهات خرجت مع البكاء ،لكن حامد لم يتأثر لدرجة تشتيت عقله بل ان الموقف بحد ذاته جعله يكون اكثر صلابة وهنا رن هاتفه ونفس نبرات الصوت تقول له هنيئاً لنا جولتنا الاولى وبين الكلام والاستدراج وجعل المجرم يتحدث لاطول فترة ويديه تؤشر للضابط محمد بتتبع المكالمة وفعلا ًتم تتبعها واسرعت دوريات للقبض على صاحب الصوت وعند الوصول وكان المكان مزرعة قريبة من بيت ملاك وهنا أشر الضابط محمد للقوات بالخطة الخامسة التي تعني ان تكون المباغته سريعة من غير ان يشعر ويحمي نفسه وبين صوت المجرم وصوت حامد الذي كان واضحاً من خلال هاتف المجرم استطاع ان يسمع صراخ حامد وبين النقاش ولعبة المجرم وظنه الفوز والسيطرة اذ يفاجئ بقنابل دموع تسلط عليه من كل جانب وهنا وضع رأسه بين فخذيه لحماية نفسه واذ بجندي شجاع يقفز عليه وانهال عليه بالضرب  المبرح فسقط على الارض وتجمع الجنود بقيادة الضابط محمد وهكذا تم القاء القبض عليه وأخذه الى مركز الشرطة وعلى الفور إتصل محمد بحامد مبشراً إياه بالنصر وتحقيق عدالة الله قبل عدالة البشر فالقاتل يقتل ولو بعد حين ، وبعد ساعة حضر حامد وملاك الى المركز ليتم التحقيق بوجودهم من خلف شباك مخفي . محمد للمجرم : ماالذي دفعلك لقتل المجنى عليه سليم عبد الوهاب والد ملاك وأين والدتها سهى ؟؟ المجرم صباح : لي ثار قديم بيني وبينهم اولا اما والدتها ففي المزرعة التي كنت موجود فيها يوجد بئر داخله رميتها .وهنا.... نظر الضابط محمد الى المجرم ولم يتحمل فصفعه بقوة حتى سقط من الكرسي،لكن الجندي علاء اعاده الى الوضع الصحيح وبين نقاش وسؤال وجواب إعترف إن الجاني الحقيقي هو عم ملاك فهو المحرض الرئيسي لهذا العمل الاجرامي كله ، فقد كان يشرب ويلعب القمار معنا كثيراً ولم يعلم إنه يتحدث بكل شيء بعد السكر فأخذت منه مااريد وتمت العملية بأكملها .وهنا بدأت الدموع تنهمر من عين ملاك فقد فجعت بوالدها والان تفجع بعمها سندها بعد والدها وهنا نظر حامد اليها قائلاً الان علمنا ماحدث دعينا ننقذ والدتك قبل فوات الاوان وماان وصلوا حتى وجدوها ملقاة بالبئر الذي ذكره القاتل فأخرجوها والكدمات تحيطها من كل جانب لكن رحمة الله لم تفارقها ابدًا .وهكذا إنتصر الخير على الشر رغم الخسارة العظيمة التي أصابت ملاك لكنها علمت إن الخسارة خسارة النفس قبل الجسد لان والدها عرف بأخلاقه العالية وعزة نفسه لهذا كانت ميتته ميتةً شريفة اما عمها والقاتل فقد عرفت نهاية كل منهما ولايصح الا الصحيح دائمًا وأبداً.

معلومات مصدر القصة 
الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية ودبلوم فني

تعليقات