قصة تعليمية عن النميمة وافة اللسان الكاتبة : المعلم الجامعي سوسن لطيف اختصاص / بكالوريوس لغة عربية ودبلوم فني

سعيد شخصية محبة للخير ويسعى لأقامته  وتحقيقه من خلال أقامة الصلاة والدعوة اليها حيث يذهب دائما الى صديقه هشام

هشام :شاب محب لله ويفرح بصحبة سعيد لأنه يعتبره مثال للقدوة الحسنة التي تعكس مبادئ الاسلام من خلاله .فهو غير متعصب ومتزمت في ارائه بل يحب النقاش والتفاعل مع الغير لتحقيق الاصح من المبادئ التي تناسب شعائر الاسلام وتقاليدنا العربية

سعيد: مرحبا هشام هل نغادر البيت؟ لنذهب الى الجامع؟ 

هشام :طبعا ياعزيزي ومن غير الله يستحق السعي له والتعب لأجله

سعيد :وهو يسير بخطوات ثابته  يقول لهشام انامؤمن ان الذنب الذي ارتكبه او افكر فيه سوف يغفر باذن الله فكل خطوة نحو الصلاح هي خطوات للتقرب الى الله عز وجل وكيف لا وهو القائل في كتابه العزيز:: {قُلْ يَا عِبَﺎدِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (الزمر: 53)

هشام: فعلا ياسعيد وهذا مااكده رسولنا العظيم وبينه من خلال اقامة الصلاة فقد أعتبرها الماء الذي ينظف ذنوب الانسان ويجعل صفحته بيضاء عند الله حيث قال صلواته وسلم :((ما من عبدٍ يُذنبُ ذنبًا ثم يتطهرُ فيحسنُ الطهورَ ، ثم يصلِّي ركعتين ثم يتوبُ للَّهِ من ذنبِه ، إلا تاب اللهُ عليهِ))صدق رسول الله

سعيد : احسنت والله يااخي فذنوب العباد مختلفة ومتنوعة بأختلاف افكارهم لذا علينا ان نصلح من أنفسنا قبل ان ينتقدنا من  يرغب بتشتيت أسلامنا .

وبينما هو يدخلان باب الجامع اذ ناداهما طفل صغير قائلًا لهما : هلا سمحتما من فضلكما ؟؟

هشام : تفضل يااخي ام ترغب ان اقول لك ياولدي ؟ 

الطفل ضاحكاً:بل يااخي لأنك صغير على ان اناديك بأبي .

سعيد: ماالامر الذي ترغب ان نساعدك فيه ؟؟

الطفل: لقد كنت في الامس جالسًا في حديقة الجامع وسمعت أمامه يقول في خطبته :أياكم من أفة اللسان .فما هي افته ياترى ؟؟ هلا ساعدتماني من فضلكما:

هشام: أن كل كلام لا خير فيه هو شر، لذا يجب ضبطه بالصمت،فالصمت خير من الكلام الباطل:قال رسولنا الكريم (ص)

"مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ، فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ" وقال ايضا صلواته وسلم"مَنْ حَسُنَ إِسْلَامُ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ" 

سعيد : وايضًاخطورة الكذب:

"إِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا" (متفق عليه).

وعاقبة الكلام غير المحسوب:

"كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ" .

هشام : وهذا مااكد عليه الامام علي كرم الله وجهه

"الْمَرْءُ يَعْثُرُ بِرِجْلِهِ فَيَبْرَأُ، وَيَعْثُرُ بِلِسَانِهِ فَيَقْطَعُ رَأْسَهُ" .

سعيد:اللسان آفة عظيمة:

"فِتْنَةُ اللِّسَانِ أَشَدُّ مِنْ ضَرْبِ السَّيْفِ" .ولهذا فان أهمية حفظ اللسان يجعل المسلم في منجاة من الذنوب، فكثير من الناس تهلك بسبب كلامهم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟" ،و

يحفظ الأعراض والأموال، ويمنع الشرور والمشاكل، ويحقق الإيمان الكامل للفرد.

الطفل: يالهي ماهذا ؟؟ اللسان عضلة صغيرة لكنها تفعل ذنوب عظيمة .استغفر الله .يااخواني شكرا لكما لهذه المعلومة العظيمة فلولا خبرتكما في الدين لظلمت نفسي وظلمت امام الجامع والله .

هشام : ولماذا تظلم نفسك والامام؟؟

الطفل: لقد ظننت به ظن السوء  وهذا بحد ذاته ذنب عظيم فقال رسولنا الكريم :( إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث)والنهي هنا عن الظن الذي لا مستند له، وهو يورث العداوة والبغضاء ويشوه السمعة، ويُنهى عنه لما له من آثار سيئة على الفرد والمجتمع ويُعد من الكبائر إذا كان بالله، ونهى عنه الشرع إلا في مواضع التهم، مع وجوب التبين والتأكد فيه. 

سعيد : الحمد لله الذي ارشدك للصواب .

هشام : دعنا نتوضأ ولنصلي راجين الله ان يغفر ذنوبنا جميعا .وفعلاً تم ذلك والحمد لله.