كلمة يوم الخميس بعنوان يوم النصر العراقي يلقيها مدير المدرسة
خطاب وكلمة يوم الخميس عن يوم النصر العراقي
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه المنتجبين.
الزملاء أعضاء الهيئة التدريسية الكرام، صناع العقول وبناة الأجيال..
أبنائي الطلبة الأعزاء، يا زهور الحاضر وثمار المستقبل..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
في صباح هذا الخميس المبارك، ومن رحاب مدرستنا التي تمثل مصنعاً للرجال وقلعةً للعلم، نقف اليوم وقفة عز وإجلال، لنحيي واحدة من أهم محطات تاريخ العراق الحديث، "يوم النصر". هذا اليوم الذي لم يكن مجرد تاريخ في تقويم، بل كان فاصلاً زمنياً بين الظلام والنور، وبين الموت والحياة.
إننا حينما نتأمل الكلمات التي سطرها تاريخنا القريب، والتي نراها ماثلة في رسائل النصر، نجد عبارة تهز الوجدان: "هذا اليوم الذي يذكرنا بأن الضوء يمكن أن ينتصر مهما طال الليل". نعم، لقد كان ليلاً طويلاً حالكاً أراد العابثون أن يفرضوه على عراقنا، ولكن هيهات! ففي هذا الوطن رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه، رجالٌ جعلوا من أجسادهم "سوراً للوطن حين اهتزت الجدران".
أيها الحضور الكريم..
يقول الشاعر العربي:
وَلِلأَوطانِ في دَمِ كُلِّ حُرٍّ ... يَدٌ سَلَفَت وَدَينٌ مُستَحِقُّ
لقد سدد شهداؤنا الأبرار هذا الدين بدمائهم الزكية. تلك الدماء التي كتبوا بها "أغلى سطور الحرية". إننا كتربويين وكمسؤولين عن تنشئة هذا الجيل، تقع على عاتقنا مسؤولية أخلاقية ووطنية كبرى. إن الشهيد قد أدى ما عليه، وغادر دنيانا الفانية إلى جنات الخلد، وترك لنا الأمانة. تركوا لنا وطناً محفوظاً بدمائهم، فماذا نحن فاعلون؟
لقد جاء في رسالة النصر الموجهة لكم يا أبنائي: "نقف أمام تضحيتكم التي رأت ما لا يُرى، وعطائكم الذي صنع المستحيل". إن صناعة المستحيل لم تنتهِ بانتهاء المعارك العسكرية، بل بدأت الآن معركة أخرى، هي معركة البناء. أنتم اليوم، في قاعات الدراسة، جنود في ميدان العلم. قلمكم هو بندقيتكم، ودفتركم هو ساحة معركتكم ضد الجهل والتخلف.
إن الحكمة تقول: "الأمم العظيمة لا تبنيها الأمنيات، بل تبنيها التضحيات وتصونها الإرادات". وها نحن اليوم نمتلك الإرادة. رسالتي لكم اليوم مستمدة من عمق تلك اللافتات التي ترفرف في سماء النصر: "أنتم جيل المستقبل.. أنتم من سيبني عراقاً أقوى، أجمل، وأكثر سلاماً".
لا تظنوا أن النصر مجرد رفع راية فوق تلّة، بل "قيمة النصر الحقيقية هي أن نكون متحدين، محبين، عاملين من أجل وطن واحد يجمعنا جميعاً". انظروا إلى الشهداء، هل سأل أحدهم رفيقه عن طائفته أو قوميته قبل أن يفديه بروحه؟ لا، بل "اصطفت قلوبهم قبل أقدامهم". وهكذا نريدكم في هذه المدرسة، صفاً واحداً، يشد بعضكم أزر بعض، لا تفرقكم الفتن، ولا تضعفكم الشائعات.
أيها الأساتذة الأفاضل..
أنتم القادة في هذا الميدان، وعليكم أن تغرسوا في نفوس هؤلاء الفتية أن "الكرامة تؤخذ ولا توهب"، وأن العلم هو الحصن الحصين الذي يحمي المكتسبات. علموا أبناءنا أن الوفاء للشهيد ليس بالبكي عليه فحسب، بل بأن نكون كما أرادنا: أعزاء، كرماء، متفوقين.
ختاماً..
نرفع أكف الضراعة إلى العلي القدير، أن يرحم شهداءنا الأبرار، مصداقاً لقوله تعالى: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ). الفاتحة لأرواحهم الطاهرة التي لولاها لما وقفنا هنا اليوم آمنين مطمئنين.
فلنحتفل بهذه المناسبة، ولنزرع الخير والأمل، ونسير بثقة نحو غدٍ مشرق بإذن الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عزيزي المشاهد لا تترك الموضوع بدون تعليق وتذكر ان تعليقك يدل عليك فلا تقل الا خيرا :: كلمات قليلة تساعدنا على الاستمرار في خدمتكم ادارة الموقع ... ( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )