📁 مشاركات منوعه

كلمة يوم الخميس بعنوان يوم النصر العراقي يلقيها المدرّس

كلمة يوم الخميس بعنوان يوم النصر العراقي يلقيها المدرّس

خطاب وكلمة يوم الخميس عن يوم النصر العراقي

كلمة يوم الخميس بعنوان يوم النصر العراقي يلقيها المدرّس

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على معلم البشرية الأول، محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
مديري الفاضل، زملائي رفقاء الدرب، أبنائي الطلبة.. أسعد الله صباحكم بكل خير.
في زحمة الدروس والواجبات، وفي خضم المعادلات الرياضية والقواعد اللغوية، يتوقف بنا الزمن اليوم عند "درس" مختلف. درس لم يُكتب بالحبر على الورق، بل كُتب بالدماء على تراب هذا الوطن الطاهر. إنه درس "يوم النصر".

يقول المتنبي:
عَـلَى قَـدْرِ أَهْـلِ العَـزْمِ تَأْتِي العَزَائِمُ ... وَتَأْتِي عَـلَى قَـدْرِ الكِـرَامِ المَكَارِمُ

وهل هناك عزمٌ أشد من عزم رجالٍ واجهوا الموت بصدور عارية ليحموا الأرض والعرض؟
أقف أمامكم اليوم لأقرأ عليكم مقتطفات من "رسالة شكر للشهداء"، تلك الرسالة التي يجب أن تُحفر في ذاكرتكم كما تُحفر المعلومات في أذهانكم. تقول الرسالة مخاطبة الشهداء: "أيها الأبطال.. لأنكم دفعتم الثمن عنا قبل أن نولد، ولأنكم علمتمونا أن الكرامة تؤخذ ولا توهب".

يا أبنائي..
إن دوري كمعلم لا يقتصر على حشو العقول بالمعلومات، بل دوري أن أبني الإنسان فيكم. والإنسان بلا وطن هو إنسان بلا هوية. في هذا اليوم، نستلهم من "يوم النصر" معنى الإرادة. لقد واجه رجالنا أعتى قوى الظلام، وانتصروا لأنهم آمنوا بقضيتهم. ونحن في المدرسة، يجب أن ننتصر على الجهل.

إن وفاءكم لدماء الشهداء يكون بتفوقكم. حينما أرى طالباً مجتهداً، أرى فيه مشروع قائد يحمي العراق مستقبلاً. وحينما أرى طالباً متكاسلاً، أخشى أننا نضيع الأمانة. تذكروا العهد الذي قطعناه في كلماتنا: "سنعلم أبناءنا أن النصر الحقيقي هو أن نعيش بكرامة.. كما أردتم لنا". والعيش بكرامة في هذا العصر لا يكون إلا بالعلم والتكنولوجيا والأخلاق.

أنتم يا شباب "جيل اليوم" تقفون أمام ذكرى الشهداء خاشعين، ولكن الخشوع وحده لا يكفي. يجب أن يقترن بالعمل. كما قال الشاعر:
وما نيلُ المطالبِ بالتمني ... ولكن تُؤخذُ الدنيا غلابا

لقد غلب الشهداء أعداءهم بالسلاح، وعليكم أن تغلبوا تحديات المستقبل بالنجاح. إن الشهيد ينظر إليكم الآن من عليائه، ويقول لكم بلسان الحال: "لقد كنتُ حارس السلام، فكونوا أنتم حراس البناء".
أدعوكم اليوم، ونحن نحتفي بهذه الذكرى العطرة، أن تجددوا النية. اجعلوا دراستكم جهاداً في سبيل الله والوطن. اجعلوا من أقلامكم رماحاً ومن كتبكم دروعاً. لا تسمحوا لليأس أن يتسرب إلى قلوبكم، فنحن أبناء "يوم النصر"، ونحن أبناء الحضارة التي علمت العالم الكتابة.
وكما جاء في الختام الرائع لرسالتنا: "لن نترك ذكراكم تغيب عن ضمير الأمة". سنخلدها في دروس التاريخ، وفي قصائد اللغة العربية، وفي شموخنا الوطني.
رحم الله شهداء العراق، وحفظكم ذخراً لهذا الوطن.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تعليقات