س/ من أهم محطات النقد الأدبي ( الموازنة )، فما المقصود فيها ؟ وما اهم الامثلة عليها ؟
الموازنة : هي المفاضلة بين شاعرين أو أكثر للوصول إلى حكم نقدي، وتحدث الموازنة بين الشعراء فيما يتفق من تزامن الشاعرين في عصر واحد، أو تشابه الأغراض الشعرية أو المذهب الشعري، أو تميزها في فن شعري معروف، وقد جوز بعض العلماء الموازنة بين الشعراء وإن اختلفوا في المعنى والغرض، والفن وغير ذلك . اهم الشواهد ( الامثلة ) هي :
١. الموازنة بين امرئ القيس وعلقمة الفحل : عندما تنازعا الشعر، وادعی کلاهما أنه أشعر من صاحبه، فتحاكما إلى أم جندب زوج امرئ القيس، وطلبت إليهما أن يقولا شعرة على روي واحد، وقافية واحدة يصفان فيها الخيل، ففعلا ، فحكمت أم جندب لصالح علقمة دون امرئ القيس، وذلك لأن امرأ القيس أجهد فرسه، وضربها وزجرها وألح عليها، في حين كانت فرس علقمة أكثر أصالة ونجابة في السرعة والصفات [ س/ ما الأسس التي اعتمدتها ام جندب في الموازنة؟ ]
٢. الموازنة بين شعراء الطبقة الإسلامية الأولى مثل جرير، والفرزدق، والأخطل : لأنهم قد غلب عليهم ف الهجاء ( في النقائض ) واشتهروا به فقالوا فيهم : ( جرير يغرف من بحر، والفرزدق ينحت في صخر) أي إن شعر جرير يتميز بسهولة الألفاظ، وسلاسة مفرداته اللغوية، وعذوبة أسلوبه، فهو يقول بلغة قريبة من كلام الناس وحياتهم، في حين يتميز الفرزدق بتركيب لغوي متين، يستعمل اللفظ الجزل، والمفردات الفخمة، والتعبير القوي في السبك، لأن معاني الفخر والهجاء تستدعي هذا المستوى من التقريع والغض من خصال الآخرين.
٣. الموازنة في تقديم الشعراء عند أهل المدن والبوادي : اذ عرف عن أهل البصرة بتقديمهم لامرئ القيس على غيره من الشعراء، في حين كان أهل الكوفة يفضلون الأعشى على غيره، في حين كان أهل الحجاز ونجد يأنسون بشعر ( زهير بن أبي سلمى، والنابغة الذبياني ) لما فيه من معاني الحكمة والإيجاز، وكثرة الأمثال والحكم.
4. الموازنة بين الشعراء المعاصرين والقدامی : وقد عمل علماء اللغة على جمع بعض الشعراء المعاصرين آنذاك مع بعض الشعراء القدامي من العصر الجاهلي لتقاربهم ، وتشابههم في الأسلوب، والغرض والصياغة والطبع فقد قالوا: إن : جريرا يشبه الأعشى، وإن الفرزدق يشابه زهيرا، وإن الأخطل يشبه النابغة الذبياني .
تلخيص النقد الادبي لصف السادس الادبي على شكل سؤال وجواب مهم جدا
س/ متى تطورت الموازنة ؟ وكيف ؟ او شهدت الموازنة تطورا على يد ناقدین ، فمن هما؟
ج/ شهدت الموازنات النقدية تطورا كبرا في القرن الرابع الهجري ولا سيما عند الآمدي في كتابه ( الموازنة بين أبي تمام والبحتري ) ، وعبد العزيز الجرجاني في كتابه ( الوساطة بين المتنبي وخصومه ).
س/ ما الاسس او الاركان التي رتب الآمدي الموازنة عليها ؟
1. الاحتجاج : أي إنه ذكر احتجاج كل فرقة من أصحاب الشاعرين بما يعزز خصال الشاعر وقدرته على الآخر
۲. السرقات الشعرية : كشف الآمدي السرقات الشعرية التي أخذها الشاعران من الشعراء السابقين، وما أخذه البحتري من معاني أبي تمام . ويبدو أن الآمدي لم ير أهمية في عقد هذا الفصل من السرقات معللا ذلك بقوله : ( وكان ينبغي ألا أذكر السرقات فيما أخرجه من مساوئ هذين الشاعرين، لأنني قدمت القول في أن من أدركته من أهل العلم بالشعر لم يكونوا پرون سرقات المعاني من كبير مساوئ الشعراء، وخاصة المتأخرين إذ كان هذا باب ما تعرى منه متقدم ولا متأخر ).
٣. الموازنة : لقد اعتمد الآمدي في موازنته ( المفاضلة ) بين الشاعرين على البيتين، أو القطعتين الشعريتين، إذا اتفقتا في الوزن والقافية، وإعراب القافية، أو إذا اتفقتا في المعنى والغرض. فهو يوازن بين معنی ومعنى آخر، مبتدئا بذكر الوقوف على الديار والآثار، ووصف الأمن والأطلال.
س/ كيف سارت الموازنة عند ( الآمدي )؟
هكذا سارت الموازنة عند الأمدي في منهجها، وانتهت إلى إيجاد مجموعة من القواعد والثوابت النقدية التي آمن بها الآمدي وجعلها مقياسا وأداه في الشاعرية العربية. وقد طبقها خاصة على الشاعرين ( أبي تمام والبحتري )، وكانت هذه الآلية والشروط تسمى ب (عمود الشعر).
س/ ما المقصود بالفحولة ؟ ومن اول من استخدم هذا التعبير ( المصطلح )؟ وما تعرف عن كتاب ( فحولة الشعراء ) ؟
الفحولة : مصطلح مهم في النقد العربي القديم . إذ يشكل هذا المصطلح مفهوم الطبقات فيما بعد . فالفحولة مقياس فني النجاح الشاعر، ومقدرته العالية في الشعر . وإن أقدم من استعمل هذا المفهوم هو العالم اللغوي ( الأصمعي ) في كتابه ( فحولة الشعراء ) وهو مجموعة آراء ذاتية له في منح لقب فحل ( الشاعر المجيد ) للشاعر الذي تتوافر فيه مجموعة من الخصائص. أهمها :
1. أن تغلب صفة الشعر على جميع الخصال الأخرى للشاعر .
۲. أن يكون له الكثير من القصائد الجياد المحسنات ويمتلك القدرة على القول في أغلب الأغراض الشعرية كالمديح والغزل
3. أن يكون راوية للشعر القديم، عارف بمذهب الشعراء القدامی، مستلهمة للسنن العربية، وتقاليدها .
س/ ما ابرز الخصائص التي يجب توفرها في الشاعر المجيد جا اذكر النقاط اعلاه س/ تطور مفهوم الفحولة عند ابن سلام الجمحي البصري ، فصبح تعتمد على أمرين أساسيين ، ما هما ؟
1. كثرة النتاج الشعري في قصائده الطوال، وتعدد الأغراض التي يقول فيها الشاعر
٢. الجودة الفنية، وهي القوة الشاعرية في النفس الشعري الطويل ، والأسلوب الصحيح ، واللغة السليمة .
س/ بم اختلف ( عبد السلام الجمحي ) عن ( الأصمعي ) بمفهوم ( الفحولة )؟
ج/ لذلك فقد عد ابن سلام أن جميع الشعراء الذين ترجم لهم في كتابه ( طبقات فحول الشعراء )، هم من الشعراء الذين حققوا درجة الفحولة، ولكنه اختلف مع الأصمعي بان جعل لهذه الفحولة درجات متفاوتة بين شاعر وآخر، وهي ليست ثابتة. فكان كتابه مرتبا على شكل طبقات، وكل طبقة تمثل درجة من درجات الفحولة والتميز. فالطبقة الأولى هي الفحولة الأعلى، ثم دونها الطبقة الثانية. ثم الأقل في الطبقة الثالثة.. وهكذا بينما عند الأصمعي هي واحدة غير قابلة للتفاوت ، أي: إما أن يكون الشاعر فحلا أو لا يكون
س/ ماذا اصبحت الفحولة ؟ ولمن مهدت ؟ وما المقصود بالشاعر الفحل ؟
ج/ أصبحت الفحولة مقياسا فنية عالية تعبر عن الجودة والمقدرة في قول الشعر وصناعته ، وعندما يقال ( شاعر فحل ) فهذا يعني أنه الشاعر الكامل المفليق. وقد مهد مصطلح الفحولة الحديث عن مفهوم الطبقات الذي ظهر في النقد القديم . - الشاعر الفحل : هو الشاعر الكامل المفليق الذي يكون مقياسا فنيا عاليا للتعبير عن الجودة والقوة في قول الشعر وصناعته
س/ ما المقصود ب ( الفحولة )؟ ومن اول من استخدم هذا المصطلح ؟
الفحلة : هو مصطلح لأخر نتج من مفهوم مصطلح الفحولة، لأن الفحولة سيمة للشاعر المجيد في حين تحول مبدأ الطبقة الى مقياس نقد يعطي مكانة الشاعر الفنية، وتفوقه بين أقرانه ولعل أول من استعمل مفهوم الطبقات بهذا الإدراك هو العالم اللغوي ( محمد بن سلام الجمحي البصري ) الذي جعل مبدأ الطبقات منهجا ألف عليه كتابه المعروف ( طبقات فحول الشعراء ) أو يسمى في بعض الأحيان ( طبقات الشعراء ) وقد سمي هكذا نسبة إلى مبدأ الطبقات .
س / تطور مفهوم الفحولة عند ( ابن سلام الجمحي ) بشكل اكبر فاصبح عنده مقياسيا فنيا ، وضح ذلك .
س / وازن بين مفهوم ( الفحولة ) عند ( ابن سلام ) و ( الأصمعي )؟
س / ما الذي اعتمده ( ابن سلام ) في مفهوم ( الطبقات ) ؟ وكيف طبقها ؟
ج/ جعل الطبقة درجة من الفحولة، هي عنده على مستويات متعددة، ولربما تطور مفهوم الطبقة عند الجمحي بشكل أكثر
۱. مقياسا فنيا آخر بمعنى ( البيئة ) : كما فعل في جمع مجموعة من الشعراء تحت اسم طبقة القرى والمدن ومنهم حسان بن ثابت، وهؤلاء شعراء عاشوا وترعرعوا في أجواء المدينة والحاضرة وليست الصحراء ومناخاتها. وبهذا تكون الطبقة احتوت على شعراء اجتمعت فيهم خصائص القرية والمدينة، وانعكس ذلك على الغتهم الشعرية ومعانيهم، وأسلوبهم، وهم بذلك غير شعراء الصحراء الذين يمتلكون لغة ومعاني وصورة خاصة بهم.
۲. غرض شعرية معينة : يتميز به مجموعة من الشعراء مثل ( طبقة شعراء المراثي ، ومنهم متمم بن نويرة، والخنساء، وسعد الغنوي، فهم الشعراء الذين غلب عليهم فن الرثاء أكثر من أي غرض شعري آخر.
٣. تعبيرا عن موضوع أو ديانة : كما في طبقة ( شعراء اليهود ، ومنهم السموال
س / كيف قسم ( ابن سلام ) کتاب ( طبقات الشعراء ) ؟ أو ما الذي اعتمده ( ابن سلام ) في مفهوم الطبقات ؟
ج/ قسم ابن سلام كتابه على قسمين أساسيين هما : أولا : طبقات الشعراء الجاهليين. ثانيا : طبقات الشعراء الإسلاميين . فقد جعل لكل قسم من هذين القسمين عشر طبقات، أي وضع عشر طبقات الشعراء الجاهليين، ومثلها للشعراء الإسلاميين، ترتبت بشكل متسلسل بحسب درجة الفحولة والشاعرية بين الشعراء من الطبقة الأولى إلى الطبقة العاشرة، وجعل في كل طبقة أربعة شعراء، فيصبح مجموع الشعراء الجاهليين الذين ترجم لهم ابن سلام أربعين شاعر جاهلية، وكذلك كان العدد مع الشعراء الإسلاميين أربعين شاعر، موزعين على عشر طبقات.
س/ شهد مبدأ الطبقات تطورا ملحوظا عند الجاحظ بشكل تفرد به بين أقرانه الأدباء آنذاك ، وضحه .
ج / فالجاحظ يرى أن مبدأ الطبقة يعتمد على تعدد الفنون الأدبية، ومقدرة الشاعر في الإجادة لهذه الفنون، وهي: ( الشعر، والرجز، والخطابة ). والجاحظ يقول في ذلك : ( ومن الشعراء من يحكم القريض، ولا يحسن من الرجز شيئا.. وأقل من هؤلاء من يحكم القصيد والأرجاز والخطب ). لذلك كانت عنده الطبقة الأولى تمثل الشعراء الذين أجادوا في هذه الفنون جميعا في آن واحد أصحاب الطبقة الأولى. في حين حصل بعض الشعراء الإسلاميين مثل: (الكميت، والطرماح، والبعيث) مكانتهم في الطبقة الأولى، لأنهم كانوا يجيدون ( الشعر، والخطابة، والرجز).
س / ما المقصود بالطبع ؟ وما اقسامه ؟
الطبع : السجية التي جبل عليها الإنسان عامة، أي الفطرة التي طبعها الله في خلقه. والطبع الذي نتحدث عنه نقصد به الغريزة الفنية والمقدرة في قول الشعر، وكثرة نتاجه، وقد وقف النقد العربي كثيرة على معاني الطبع الشعري، وتداخلت بعض المصطلحات المتقاربة والمختلفة في ذلك . فظهر مصطلح ( الطبع ) ، ومصطلح ( الصنعة ) ، ومصطلح ( الكلف )، وقد كانت لهذه المسميات إلى حد كبير تقسيمات المستويات الشعر في ناحيته الفنية، نجاحا أو إخفاقا .
س/ ما المقصود بالشعر المطبوع ؟
الشعر المطبوع : الطبع صفة الشاعر المجيد المتقدم، وخاصيته، وهو الذي يسترسل الشعر عنده استرسالا دون تعثر أو تردد، وينثال الشعر على لساني، لامتلاكه موهبة وطبعا مهذبة صقلته التجارب والدربة في قول الشعر، وله قوة الغريزة، وأيدته كثرة العلم والمعرفة، وسعة الاطلاع والثقافة في صناعة الشعر وفنونه. لذلك ارتبط الطبع في النقد القديم بالقدرة وسرعة البديهة في قول الشعر سا بم اقترنت درجة الشاعرية ؟
علل / اختلاف درجات الشعراء ومكانتهم في الشعر المطبوع ؟
ج/ اقترنت درجة الشاعرية بمساحة الطبع وديمومتها ، فإذا ضعف الطبع أو جفا ساء الشعر وخلا من الرقة. وكان الفرزدق على عظيم قدرته في الشعر يقول: ( أنا أشعر تميم ، وربما أتت علي ساعة نزع ضرس أسهل علي من قول البيت ). لذلك اختلفت درجات الشعراء ، ومكانتهم ( علل ) ؟ باختلاف طباعهم ، وتنوعت تجاربهم بتنوعها.
س/ ما راي ( ابن قتيبة ) في الشعراء المطبوعين ؟ ويعرف ابن قتيبة الشعراء المطبوعين : والمطبوع من الشعراء من سمح بالشعر، واقتدر على القوافي، وأراك في صدر البيت عجره، وفي فاتحته قافيته، وتبينت على شعره رونق الطبع، ووشي الغريزة .
علل / اهتمام النقاد بصفة الطبع ؟
ج/ وذلك لانها صفة للشاعر الجيد والمجيد والفوا كتبا فيها ( ثم اذكر الكتب ادناه )
س/ من النقاد الذين الفوا كتبا في صفة الطبع ؟ او انسب المؤلفات الاتية الى اصحابها
1. كتاب ابن سلام الجمحي (طبقات فحول الشعراء)
۲. وكتاب ابن قتيبة (الشعر والشعراء)،
٣. كتاب الجاحظ (البيان والتبيين)
4. وكتاب ابن طباطبا العلوي (عيار الشعر)
س/ ما المقصود بالشعر المنقح ؟ ومن أهم الشعراء الذين اشتهروا به ؟
الشعر المنقح : وهو الشعر الذي يتأمل فيه الشاعر، ويعيد به النظر بعد النظر، دون تكلف أو مبالغة. فالشاعر هنا كالصانع الذي يريد الجودة والاحتراف في صنعته، فهو ينظر في لغة القصيدة، ويعدل في ألفاظه بما ينفع المعنى، ويجلي دلالاته بوضوح، لأن الألفاظ تبع للمعاني .
س/ من هم شعراء الصنعة ؟ وماذا اطبق عليهم ؟ ولماذا ؟ أو ماذا اطلق على الشعراء الذين ينقحون شعرهم ؟ ولماذا ؟
ج/ الشاعر الصانع هو الماهر الذي قوم شعره بالثقاف ( أي بالتقويم ) ونقحه بطول التفتيش، وأعاد فيه النظر بعد النظر، وقد أطلق على هذا النوع من الشعراء ب ( شعراء الصنعة ) ، وقد تميزوا بالحرص الشديد على شعرهم، وسمعتهم، ومنهم ( زهير بن أبي سلمى، والخطيئة، وكعب بن زهير ). ولقبوا أيضا ب ( عبيد الشعر ) لكثرة تجويدهم في ألفاظ شعرهم ومعانيه ، فهم قد لا يخرجون أو ينشدون قصائدهم حتى يمر الحول الكامل عليها، أي العام من الزمن، كي يخرج نتاجهم بأفضل ما يكون .وقد فضل الخطيئة هذا الشعر فقال: ( خير الشعر الحولي المحكك ). والمحكك هو الكلام المنقح المستوي.
س/ ما المقصود بالشعر المتكلف ؟
ج/ الشعر المتكلف: المقصود بالتكلف هو الصعوبة، والمشقة في تكلف الأمر، وهو في الشعر على أشكال كثيرة، منها سوء النسج، وتفاوت البناء الشعري من حيث المعاني فهي لا تظهر بشكل متنام كما في قول ابن قتيبة: (والتكلف في الشعر أيضا بأن ترى البيت فيه مقرونا بغیر جاره، ومضمومة إلى غير الافقه.. )، أي لا استواء في معاني البيت، وكأنها متنافرة عن بعضها غير قريبة. وقد يعني التكلف التوعر في اللفظ ، وضعف لغته، وخروج الكلام بك ومشقة، ولربما يقصد بذلك الإكثار من استعمال الغريب من الكلام
س/ ما رای (ابن قتيبة ) في ( الشعر المتكلف )؟
ج/ التكلف في الشعر عند ابن قتيبة ( رداءة الصنعة )، فهو الشعر الذي يظهر فيه ( شدة العناء ، ورشح الجبين، وكثرة في الضرورات ، وحذف ما بالمعاني إليه حاجة وزيادة ما بالمعاني غنى عنه.. )، وغالبا ما يكون هذا النوع من الشعر صنعة العلماء، والفقهاء والذين لا يمتلكون موهبة شعرية عالية، ويفتقرون إلى خاصية الطبع، والموهبة
س / ما المقصود بعمود الشعر . ومن أول من تحدث عنه ؟
ج/ عمود الشعر : هو مصطلح نقدي يتعلق بطريقة العرب في نظم شعرهم، أي بمعنى آخر هي مجموعة الخصائص الفنية التي شكلت القواعد القديمة المستنبطة من الشعر العربي القديم، لذلك قيل عنها إنها طريقة العرب أو التقاليد الشعرية المتوارثة أو السنن المتبعة عند شعراء العربية . وأول من تحدث عن هذا المفهوم هو ( الأمدي) عندما وازن بين شعر أبي تمام والبحتري في كتابه ( الموازنة بين أبي تمام والبحتري ) وقد اتخذ من شعر البحتري أنموذجا للشعر القديم، الذي التزم بطريقة العرب ولم يخرج عن عمود الشعر، في حين يرى الآمدي بأن أبا تمام لم يلتزم بطريقة العرب، وقد ابتعد عن عمود الشعر.
س/ ما اهم عناصر عمود الشعر ؟ عرفها ؟ واذكر المعيار الخاص بكل عنصر
١. شرف العني وصحته : ويقصد به أحاسن المعاني التي يمكن الافادة منها في الكلام، يفهمها السامع دون عناء، ومطابقة المعنى لمقتضى الحال، وللأغراض التي يتحدث بها المتكلم بصدق، فلكل مقام مقال. ومن الأخطاء التي وقع فيها الشعراء في المعاني قول امرئ القيس يصف فرسا والخطأ إذ جعل شعر ناصيتها وجهها، وهو ما لم ينجح به الشاعر . ومعیار المعنى الصحيح هو العقل الصحيح والفهم الثاقب.
۲. جزالة اللفظ و استقامته : فأما الجزالة فتعني القوة والمتانة في اللفظ، وهو ما يميل إلى لغة العرب الفصحاء. والجزالة أن يتم اللفظ من الغرابة والوحشية والاستكراه، ويترفع عن السوقية والابتذال، ويكون اللفظ مأنوس مفهومة. أما ما يقصد بالاستقامة فهو تحقيق أصول اللغة، وقواعدها دون الوقوع في الخطأ واللحن.
٣. مشاكلة اللفظ للمعنى : ويقصد بذلك إلباس كل معنى ما يليق به، مثلما نقول لكل مقام مقال، أو لكل حادث حديث. فما يستعمل في المديح هو غير ما يستعمل في الهجاء، والألفاظ التي تناسب الغزل تختلف عن الألفاظ التي تستعمل في الرثاء. وعيار اللفظ والمعنى هو ( طول التربة ودوام الممارسة ).
4. الإصابة في الوصف : أي: حسن التعبير عن الغرض، والإصابة تعني الدقة والمطابقة في تصور الشيء لما هو عليه، أي: ينبغي للشاعر أن يصف معاني المديح عندما يكون مادحا، ويصف معاني الرثاء والحزن عندما يكون راثيا، وهكذا في الهجاء والغزل، ولا يخلط بين المعاني بما لا يتناسب مع الغرض الذي يتحدث فيه.. ويصف الشاعر الأشياء بما يلائمها وليس كما فعل امرؤ القيس عندما وصف فرسه بغير ما ينبغي من أوصاف العتق والنجابة وعيار الإصابة بالوصف يتحقق بالذكاء وحسن التمييز ..
5. المقاربة في التشبيه : أي قوة الشبه، وشدة وضوحه، والتشبيه يتكون من طرفين هما ( المشبه ) و( المشبه به )، وبينهما معان من الشبه تسمى ( وجه الشبه ) فيجب على التشبيه الصحيح أن يوقع على المعاني المشتركة القريبة بين طرفي التشبيه، أي إظهار الصفات الأقرب والأقوى في خصال المشبه به حتى يفهم القارئ وجه الشبه دون عناء. فعندما نقول: محمد كالأسد، فإنا نشبه محمد بصفة الشجاعة ) وهي أظهر صفات الأسد المعروفة عنه. أما المعيار الذي نقيس به صحة التشبيه هو ( الفطنة وحسن التقدير).
6. مناسبة المستعار منه للمستعار له : إذا كان إظهار وجه الشبه بشكل قوي وواضح في التشبيه أمرا مهما، فإن إظهار العلاقة بقوة ووضوح في الاستعارة أكثر أهمية واحتياجا، لأن في الاستعارة يكون أحد الطرفين محذوف. وكلما كانت العلاقة قريبة وواضحة بين المستعار والمستعار له جاءت الاستعارة مقبولة جميلة. وعيار الاستعارة هنا يكون في (الذهن والفطنة) فهما مادا الذوق السليم، والطبع الصحيح
۷. التحام أجزاء النظم والتئامها على خير من لذيذ الوزن : إن المقصود بالتحام النظم هو حسن التأليف فيأتي الكلام سلس منسابا لا يتعثر به اللسان في النطق. أما التئام أجزاء النظم فيقصد به تعدد فنون القصيدة مع حسن الوصل بين أغراض القصيدة، أي سهولة الانتقال من غرض إلى آخر، أي يتخلص من الغزل إلى الوصف، ومن الوصف إلى المديح، وهو ما يسمى ( حسن التخلص ). والمقصود بتخير لذيذ الوزن : هو أن يختار الشاعر الوزن الذي يتناسب مع المعني، ويأتي بالقافية المناسبة للقصيدة وعيار هذه الخاصية يكمن في ( الطبع الليم، واللسان ) فلا يتعثر فيه الطبع، ولا يحتبس فيه اللسان.
س/ ما راي الجاحظ في ( الفاظ المعانی )
ج/ يقول الجاحظ في حق الألفاظ والمعاني: ( إنما الألفاظ على أقدار المعاني، فكثيرها الكثيرها، وقليلها لقليلها، وشريفها في للشريفها ، وسخيفها لسخيفها )، ويدل هذا على أهمية امتزاج اللفظ للمعنى في النص الشعري ، لأن علاقة اللفظ والمعنى مثل علاقة الروح بالجسد، كلاهما لا يمتلك حضوره وتحقيقه إلا بالآخر . ومن جميل القول في ذلك الذي يتناسب فيه اللفظ مع المعنى في مناسبة الغرض
س/ ما راي ( المرزوقي ) في ( عمود الشعر )؟ او تعرض ( المرزوقي ) ل ( عمود الشعر ) بشكل مفصل ، وضحه .
يقول المرزوقي بعد أن حدد عناصر عمود الشعر ومعاييره: (وهذه الخصال هي عمود الشعر عند العرب، فمن لزمها بحقها، وبني شعره عليها فهو عندهم المفلق المعظم، والمحسن المقدم، ومن لم يجمعها كلها فبقدر شهمته منها يكون نصيبه من التقدم والإحسان، وهذا إجماع مأخوذ به، ومتبع نهجه حتى الآن ).
لتكملة الملخص
عزيزي المشاهد لا تترك الموضوع بدون تعليق وتذكر ان تعليقك يدل عليك فلا تقل الا خيرا :: كلمات قليلة تساعدنا على الاستمرار في خدمتكم ادارة الموقع ... ( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )